أيها الأحرار في كل مكان...السلام عليكم ياأصحاب الضمائر، اليوم لاأصرخ بمفردات بل بدماء طاهرة لأطفال يتضورون ويموتون جوعا في غزة...!
نعم غزة تجوع وعلى مسمع ومرأى... من يتشدقون بالإسلام وبالحديث عنه وهم أول من يساند ويكرم الجزار القاتل... غزة تجوع لابسبب القحط...بل لأن الضميرالعالمي أصبح غائب أو نضب، والعربي تنكب، والإسلامي تخاذل! طفل هناك ينام على حافة الهلاك..
طفلة تموت بعدم توفر الحليب،
ورغيف خبز عندنا يرمى في القمامة!
نخضع لدبلوماسية فاترة، ونبتسم ونصفق لمهرجانات التطبيع ، أين جيوشنا! وين الملايين ياجوليا بطرس أيتها العملاقة! أين الغضب الذي نقرأ عنه في كتب التاريخ؟ أين الآية ياأعراب الردة والشقاق والنفاق ؟
” بسم الله الرحمن الرحيم
ومالكم لاتقاتلون في سبيل الله والمستضعفين “
كفى صمتا كصمت أصحاب القبور ، أين الأحاديث الدينية التي تتشدقون بها؟!
كفى عارا. تطعمون الطاغوت الأمريكي بمئات المليارات فيطعم بها الصهيوني سلاحا فتاكا ونارا...بينما الطفل الغزي يموت بصمت، وتموت معه الإنسانية،
تبت أياديكم! غزة ليست فقط جرحا، بل إمتحان للميتافيزيقية الأخلاقية...هي السيميولوجية التي تفضح وتكشف زيف الشعارات،
هي الطباق بين من يطبع، ومن يطبب، هي الجناس بين ”قصر“ و”قبر“ ياأبناء أمة الملياري ناطق بالشهادتين ، ياأبناء العالم المتحضر المتمدن ياأصحاب الضمائر، أيها الجندي الصادق في ثكنته...
أيها المثقف، أيها الإمام ، والعامل والاجئ، آن أوان الإنتفاض...آن أوان الغضب الحق...لا الإنتظار العقيم.
غزة ليست وحدها...نحن من أصبحنا وحدنا حين خذلناها، سلام عليكم شهداء غزة، سلام عليكم براعمها أطفالها رضعها خدجها ملائكتها،
والعار على جبين من تجرد من العروبة والدين والضمير والشرف والنخوة، والذي نفسي بيده أن جوعى غزة لأشرف من ألف مؤتمر وزعيم! ومن لم يحمل هم غزة، فهو في خانة وجبهة الخزي والعار مهما عظمت عمامته أو لمعت شارته..
مفكر وباحث سوري في الغربة