كتب الأستاذ حليم خاتون:
عندما رُفع في لبنان شعار "طريق القدس تمر من جونية"؛ لم يكن في هذا الكثير من التجني؛
لقد كانت جونية تعتبر في تلك الأيام وكر عمالة أحزاب كبيرة في لبنان للغرب وإسرائيل، والتاريخ خير شاهد على مدى عمق هذه العمالة التي تصل هذه الأيام بالتحالف مع أمثال أشرف ريفي وفؤاد مخزومي، قمة الخسة والنذالة حين يدعو هؤلاء مع فريق كبير من القوى السياسية العميلة، توماس برّاك إلى عشاء تلقي التعليمات في كيفية متابعة فك شيفرة المقاومة في لبنان...
عندما كان جمال عبد الناصر يهاجم مراكز القوى الرجعية في عواصم عربية كانت تتآمر ليل نهار ضد حركة التحرر العربية؛ لم يكن عبد الناصر يتجنى على هؤلاء؛ التاريخ خير شاهد على ما فعلوه ضد مصلحة الأمة في الوحدة والتطور والتقدم...
عندما تتآمر ابو ظبي والرياض والمنامة ضد المقاومتين اللبنانية والفلسطينية وهذا ثابت ولا يحتاج إلى أي دراسات عميقة للإثبات، يحق لنا رفع شعار أن تمر طريق القدس من هذه العواصم...
عندما تتآمر الدوحة والرياض وأنقرة لإسقاط الدولة السورية ويتم لذلك تجنيد واستجلاب كل وحوش الأرض إلى سوريا ويتم تسليم السلطة فيها إلى مجموعات التكفير التابعة لمخابرات الناتو والموساد، يحق رفع شعار أن يمر طريق تحرير القدس في تلك العواصم...
عندما يعلن محمد مرسي من القاهرة النفير العام ضد دمشق التي كانت ظهر محور المقاومة سواء أُعجب البعض ببشار الزفت أم لم يُعجب، وعندما تقف السلطة في مصر اليوم في صف حصار غزة وتجويعها، يحق رفع شعار أن يمر طريق تحرير القدس في القاهرة...
عندما لا تجد الامبريالية الأميركية والموساد طريقة لزعزعة اليمن العظيم غير ابو ظبي والرياض والمنامة، يحق رفع شعار أن يمر طريق تحرير القدس من أوكار العمالة في تلك العواصم...
طريق الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى...
السابع من أكتوبر هو هذه الخطوة الأولى في طريق تحرير فلسطين التي سوف تتجاوز آلاف الأميال بسبب كبر حجم المتآمرين على فلسطين وعلى الأمة في خارج هذه الأمة وحتى من داخلها...
السابع من أكتوبر هو تلك الخطوة الجبارة التي قام بها ثلاثي أسطوري من يحي السنوار ومحمد الضيف وإبراهيم عيسى في مواجهة أخطبوط الصهيونية المتعدد الرؤوس والتي تصل اذرعه إلى كل عواصم الغرب والشرق وحتى عواصم العرب نفسها...
في كل الأحوال، سوف يذكر التاريخ أن السابع من أكتوبر هز العالم من أقصاه إلى أقصاه الآخر...
السنوار ومحمد الضيف قاما بأقصى ما كان بإمكانهما...
يبقى الدور على الباقين...
من الرياض الى الرباط...
من أبوظبي إلى نواكشوط والقاهرة...
من الدوحة إلى الخرطوم...
من جاكرتا إلى أنقرة وباكو...
عواصم قامت على كذبة الدين والمذهب...
سقطت العصبية المذهبية حين تساوت أنقرة السُنّية مع باكو الشيعية في النفاق الديني...
أنقرة السُنّية تحتل المرتبة الرابعة في قائمة اهم التعاملات الإقتصادية مع الكيان الصهيوني ( نفاق إردوغاني بامتياز)...
أبو ظبي وعمان والقاهرة السٌنّية أهم من يكسر حصار اليمن للكيان بتأمين نقل الاستيراد الذي منعه أنصار الله عن إيلات...
باكو الشيعية تؤمن ٤٠% من احتياجات الكيان الصهيوني من وقود الطائرات والدبابات، تماما كما كان يفعل شاه أيران محمد رضا بهلوي الشيعي الذي كان صديقا حميما للانظمة السُنّية العربية... ( الكل كان في الخرج الأميركي)...
في الوقت الذي شاركت أنظمة الدفاع الجوي السُنّي في السعودية والإمارات والأردن في الدفاع عن الكيان الصهيوني، كانت باكو الشيعية تفتح مجالها الجوي ومطاراتها لتزويد طائرات هذا الكيان بالوقود من اجل قصف طهران الشيعية...
بعد كل ما فعلته إيران وإن كان ما فعلته أقل من اللازم بنظر الكثيرين من المقاومين، يخرج علينا سفهاء التبعية لتركيا وأنظمة الذل السُنّية لمعايرة طهران رغم ان كل العالم السُنّي لم يقم ب١٠% مما قامت به طهران...
ثم تخرج علينا كلاب تنبح مدعية أن الله يضرب الظالمين بالظالمين...
عالم إسلامي منافق من اقصى شرق آسيا إلى جبال الأطلس في اقصى المغرب...
عبيد أميركا من السُنّة والشيعة واحد...
حكام غريبو الأطوار...
منهم من يصف نفسه بالنعاج التي يربيها الأميركي للذبح...
ومنهم ربما، من زار جزيرة إبستين كما فعل ترامب الذي تقول آخر الفضائح إنه كان زبونا يهوى فتيات ما دون الرابعة عشر من العمر...
هناك بالفعل من يتحدث عن إماراتيين وسعوديين أصدقاء جدا لإبستين صارت صورهم ودلائل أفعالهم الشنيعة في عهدة الموساد الذي كان يمول كل شبكة إبستين للدعارة والإتجار بأجساد عذارى دون سن الرشد من اجل إيقاع أغنياء أميركا والغرب والعرب في دائرة التهديد بالفضائح وإلا...
بغض النظر عن أسباب خضوع كل مراكز القرار لإملاءات الكيان الصهيوني، يبرز السؤال الأهم:
حتى متى يبقى هؤلاء يكتمون أنفاس الناس في هذه الأمة التي خرج بعض رجال الدين فيها، في الجزيرة العربية تحديدا يصف مدى أهمية المجاعة في غزة لأنها تهذب النفس، وتمنع السُمنة (هل يمكن تصور مدى حقارة رجال دين البلاط الوهابي السعودي؟)...
أمة ملعونة، حكام ملاعين، ورجال دين ألعن...
أما الشعوب التي تختبئ خلف الجبن والخوف من بطش السلطان، فلا تستحق حتى اللعنة لأنها ملعونة أصلا قبل أن يولد أطفالها...
الضفة لم تنتصر لغزة حتى وقعت هي في قانون فرض السيادة الصهيونية عليها؛ لن يمضي وقت طويل قبل ان يبدأ التطهير العرقي صوب الأردن أو غيره...
إعتراف ماكرون بفلسطين على الرغم من عدم فعاليته أمام العنجهية الإسرائيلية والأميركية لن يفعل شيئا لأن حل الدولتين كان وسوف يظل مستحيلا، ليس بفضل مقاومة العرب، بل لأن اسرائيل لا تعبأ، لا به ولا بمن يقول به...
في المغرب قافلة كسر لحصار غزة ردتها القاهرة على أعقابها، فلم يخرج رجل من صلب رجل، لا في القافلة، ولا في القاهرة...
الخليج... وما ادراك ما الخليج...
أشباه رجال تحت إمرة أشباه ذكور لم يتطوروا منذ العهود الاولى لنظرية داروين في تطور الاجناس...
قردة يا ترى أم بشر مسخهم الله قردة وخنازير...
"أشباه رجال الجزيرة العربية تلقوا الأمر من أميركا لتمويل الجولاني في سوريا، فهرع قردة إبن سلمان وإبن زايد لإغضاق المليارات على السفياني في عاصمة بلاد الشام...
إن تدمير كيان الإستيطان مستحيل قبل تدمير أسس ومراكز تمويل هذا الكيان...
إذا كانت إيران غير مستعدة لهدم الهيكل على رؤوس النظام الاقتصادي العالمي... وهي في جميع الأحوال ترى مدى نكران الجميل عند أغلبية السُنّة؛ فلماذا تذهب إلى الصدام الكبير وهي تعرف أن أهل الحق أنفسهم لا يقاتلون من اجل هذا الحق؛ بل يذهبون أكثر في العداء لها حتى يظن المرء ان من يحتل فلسطين هي إيران وليس اسرائيل وخلفها منظومة الغرب الرأسمالية!
إذا كان محور المقاومة غير مستعد لتحويل بيروت او بغداد إلى هانوي بعد أن تفوقت غزة على ستالينغراد... ومحور المقاومة يرى بوضوح سن سكاكين السُنّة في طرابلس في الشمال، وفي سعدنايل في البقاع ليس من أجل نصرة فلسطين، بل لذبح الشيعة الذين ناصروا وساندوا فلسطين منذ اليوم التالي لطوفان الأقصى!
على المقاومين أن يعرفوا أن السبيل الوحيد للانتصار على الاستعمار يكون بإسقاط كل العواصم التي تلعب دور سايغون...
لن تنتصر ستالينغراد الجديدة، ولن تتحرر هانوي الجديدة الا بسقوط سايغون في كل بلاد العرب...
الرياض هي سايغون...
ابو ظبي، هي سايغون...
القاهرة، أنقرة، باكو...
كل تلك العواصم هي سايغون التي يجب إسقاطها إذا ما أُريد لفلسطين ان تتحرر...
اليوم يخرج جورج إبراهيم عبدالله من زنازين الاستعمار وقد أدى دوره حين رفع شعار
"وراء العدو في كل مكان وزمان"...
متى يرفع جبناء الامة هذا الشعار مرة أخرى ويسقطون كل قلاع الطغاة في عواصم المسلمين أولا...
متى تعود راية الحرية تخفق من جديد، ويستعيد رجال هذه الأمة ذكوريتهم المفقودة، وتستعيد إناثها شرف حفظ بكارة تُفض كل يوم وكل دقيقة مع موت طفل في غزة من الجوع...
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى،
حتى يراق على جوانبه الدم...
الصورة هي للملك الحالي سلمان راكعاً لشاه ايران