النوم الزائد قد يزيد من خطر الوفاة
دراسات و أبحاث
النوم الزائد قد يزيد من خطر الوفاة
26 تموز 2025 , 14:49 م

غالبا ما نُذكَّر من خلال الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي بأهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم، ولا شك أن قلة النوم تضر الدماغ والقلب والصحة العامة، ناهيك عن تأثيرها على البشرة والدافع الجنسي.

لكن ماذا عن النوم لفترات طويلة؟ تشير تقارير حديثة إلى أن النوم لأكثر من تسع ساعات قد يكون أكثر ضررا من قلة النوم، مما يدفع البعض إلى الشعور بالارتباك والقلق.

النوم ضروري للصحة العامة

يشكّل النوم، إلى جانب التغذية والنشاط البدني، أحد الأعمدة الأساسية للصحة.

خلال النوم، تحدث عمليات فسيولوجية مهمة تمكّن أجسامنا من العمل بكفاءة أثناء اليقظة، منها تعافي العضلات، وتثبيت الذكريات، وتنظيم العواطف.

توصي مؤسسة صحة النوم الأسترالية، وهي جهة غير ربحية رائدة، بأن يحصل البالغون على 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميا. 

وبينما يمكن لبعض الأفراد العمل بشكل جيد بأقل من 7 ساعات، إلا أن معظم الناس سيشعرون بتأثيرات سلبية، منها انخفاض الطاقة، وتدهور المزاج، وزيادة التوتر، وصعوبة التركيز.

وعلى المدى الطويل، ترتبط قلة النوم الجيد بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتات الدماغية، واضطرابات التمثيل الغذائي مثل السكري من النوع 2، والاكتئاب، والقلق، والسرطان، وحتى الوفاة.

ما المخاطر الكامنة في النوم لفترات طويلة؟

أجرى الباحثون مؤخرا مراجعة شاملة شملت 79 دراسة طويلة الأمد، لمتابعة تأثير مدة النوم على خطر الإصابة بالأمراض أو الوفاة.

ووجدوا أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 7 ساعات يوميا، ارتفعت لديهم مخاطر الوفاة بنسبة 14% مقارنة بمن ينامون بين 7 و8 ساعات، وهو أمر متوقع نظرا للمخاطر المعروفة لقلة النوم.

لكن المفاجأة كانت أن الأشخاص الذين ينامون أكثر من 9 ساعات يوميا، ارتفعت لديهم مخاطر الوفاة بنسبة 34% مقارنة بالفئة المرجعية.

وتدعم هذه النتائج دراسة سابقة أجريت عام 2018، والتي وجدت أن النوم الزائد يرتبط بزيادة خطر الوفاة بنسبة 14%.

بالإضافة إلى ذلك، ارتبط النوم المفرط بمشاكل صحية مثل الاكتئاب، والألم المزمن، وزيادة الوزن، واضطرابات التمثيل الغذائي.

العلاقة بين النوم الزائد والمشكلات الصحية

من المهم التذكير بأن هذه الدراسات تشير إلى وجود "ارتباط" وليس "سبب مباشر"، أي أن النوم الزائد قد لا يكون هو العامل المسبب للمشكلات الصحية، بل نتيجة لها.

فمن الشائع أن ينام الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة لفترات طويلة، إما بسبب حاجتهم للراحة، أو نتيجة لأعراض المرض أو الآثار الجانبية للأدوية.

كما أن اضطرابات النوم، والسمنة، والتدخين، وسوء نمط الحياة، كلها عوامل تؤثر على جودة النوم، وتدفع الأشخاص للبقاء في السرير لفترات أطول في محاولة لتعويض النوم.

وبالتالي، فإن النوم الزائد قد يكون مؤشرا على وجود مشكلة صحية خفية وليس السبب المباشر لتدهور الصحة.

ما هي المدة المثالية للنوم؟

تختلف احتياجات النوم من شخص لآخر، وتتأثر بالعمر.

فالمراهقون، على سبيل المثال، قد يحتاجون إلى 8 إلى 10 ساعات من النوم، ويميلون للنوم في وقت متأخر والاستيقاظ متأخرا.

أما كبار السن، فقد يقضون وقتا أطول في السرير، ولكن حاجتهم الفعلية للنوم لا تختلف كثيرا عن حاجتهم في مرحلة الشباب، ما لم يكونوا مصابين باضطراب نوم.

ومع ذلك، فإن معظم البالغين يحتاجون إلى ما بين 7 و9 ساعات من النوم الجيد.

ولا يقتصر الأمر على كمية النوم فحسب، بل أيضا على جودته، والالتزام بوقت نوم واستيقاظ منتظم، فهذه العوامل تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الصحة العامة.

الخلاصة: كيف ننام بطريقة صحية؟

نظرا لأن كثيرًا من البالغين لا يحصلون على القدر الكافي من النوم، من الأفضل أن نركّز على كيفية تحسين نومنا، بدلاً من القلق بشأن النوم الزائد.

لتحسين جودة نومك:

تعرّض لأشعة الشمس وتحرك خلال النهار.

حافظ على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة.

تجنّب استخدام الشاشات قبل النوم.

قم بأنشطة مريحة في آخر ساعة من اليوم.

احرص على أن يكون مكان النوم مظلما، هادئا، ومريحا.

إذا لاحظت أنك تنام لفترات أطول من المعتاد، فقد يكون ذلك مؤشرا على وجود مشكلة صحية.

وفي هذه الحالة، من الأفضل استشارة الطبيب العام.