رصد باحثون ارتفاعا ملحوظا في تركيز حمض ثلاثي فلورو الأسيتيك (TFA) في مناطق متعددة حول العالم، وينتمي هذا الحمض إلى فئة ما يُعرف شعبيا بـ "المواد الكيميائية الأبدية"، بسبب عدم قدرة الطبيعة على تفكيكها أو التخلص منها، مما يجعله ملوثا طويل الأمد للبيئة.
يتساقط حمض TFA على الأرض مع قطرات المطر، مما يجعله جزءا من دورة المياه الطبيعية رغم كونه مركبا صناعيا بالكامل.
- صناعات يومية تتحول إلى ملوثات عالمية
المصدر الرئيسي لهذا الحمض هو الغازات المفلورة المستخدمة في:
الثلاجات والمكيّفات
مواد العزل الصناعي
بعض المستحضرات الصيدلانية
تتحلل هذه الغازات تدريجيا في طبقات الجو العليا، وتكوّن حمض TFA الذي ينزل مع الأمطار إلى التربة، دون أن تكون للطبيعة القدرة على تحييده.
- هل يشكّل خطورة على الإنسان؟
رغم أن حمض TFA لا يتراكم في أنسجة الجسم ويُطرح مع البول، إلا أن هناك مخاوف من تأثيراته التراكمية على المدى الطويل.
- الدراسات المتاحة حتى الآن تُظهر:
الجرعات العالية جدا منه سبّبت اضطرابات في النمو عند الحيوانات
الجرعات الصغيرة والمستمرة لم تُدرس بما فيه الكفاية، وقد تدخل الجسم عبر الماء والطعام
كما أشارت أبحاث إلى احتمال تأثير الحمض على العمليات الأيضية، مثل تقليل مستويات الدهون في دم الفئران.
- التأثيرات البيئية: النباتات والتربة تدفع الثمن
النباتات تحتفظ بحمض TFA ولا تُفرغه بالرطوبة
وجود الحمض في التربة قد يُبطئ عملية تحلل المواد العضوية
الحمض لا يختفي بوسائل التنقية الطبيعية المعروفة
- خلاف علمي حول مدى خطورته
برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) يصنّف الحمض على أنه "منخفض المخاطر"
وكالتان فيدراليتان ألمانيتان تقترحان تصنيفه كمادة سامة تؤثر على القدرة الإنجابية
الاتحاد الأوروبي يناقش حاليا إدراجه ضمن قائمة المواد المحظورة، ما قد يؤدي إلى منع استخدام بعض المبردات والمبيدات الحشرية.
النقطة الوحيدة التي يتفق عليها العلماء هي: نقص المعلومات الكافية.
ويؤكدون الحاجة العاجلة إلى:
دراسات أوسع حول مصادر الحمض وانتشاره
فهم آثاره البيئية على المدى البعيد
تقييم تأثيراته على صحة الإنسان والكائنات الحية الأخرى
- حمض "أبدي" يهدد الأنظمة البيئية
في ظل عدم قدرة البيئة على تفكيك هذا الحمض، واستمراره في التراكم في المياه والتربة والغذاء، يُعد TFA ملوثا صامتا يحتاج إلى تدخل علمي وتنظيمي عاجل.