غزة تدخل الخلود بدم مهدور وأمعاء خاوية!
مقالات
غزة تدخل الخلود بدم مهدور وأمعاء خاوية!
حليم خاتون
28 تموز 2025 , 02:03 ص

كتب الأستاذ حايم خاتون:

"غزة كربلاء العصر"، ليس مجرد شعار...

دم أطفال غزة يراق وهم جياع...

غزة تمشي على طريق الجلجلة إلى الصليب... والعرب يرقصون في الملاهي والمنتجعات...

المتأسلمون عن فلسطين لاهون...

نمور في السويداء، وضفادع في مواجهة الاسرائيليين الذين باتو في ضواحي دمشق...

لم تعد غزة تنتظر نخوة العرب...

العرب شركاء في الحصار وفي القتل وفي الخداع...

حتى العشائر المشهورة بالنخوة والشرف والكرامة تحولت إلى كلاب داشرة، وضباع تنهش فقط في جسد الأمة وتلتهم لحم من ذاد عن العرض، وصان الحدود قبل أن يستبيحها كل عرصات الإسلام المزيف من جماعات إبن تيمية وعبد الوهاب وغيرهم من كلاب إسرائيل...

الجولاني باع الجولان الذي كان حافظ الأسد رفض التخلي حتى عن عشرة أمتار فيه على شاطئ بحيرة طبريا مقابل وعود اميركية وغربية بفتح أبواب الجنة أمام قدميه...

كيسنجر كاد يموت انتظارا على باب مكتب حافظ الأسد من أجل تسوية يقبل الأسد فيها السلام مع إسرائيل مقابل إعادة أكثر من ٩٩% من الأراضي السورية المحتلة...

كلينتون زار الأسد راجيا، ورابين أرسل له مع حسني مبارك عروضا بفتح أبواب العالم مقابل سلام تتخلى فيه سوريا عن فلسطين...

ثم يخرج أقزام من أمثال العرعور وحسن مرعب يتحدثون في الحلال والحرام بعدما باعوا فلسطين وصار الإسرائيلي داخل الشيراتون في دمشق وقوات الإسرائيلي حول دمشق التي فقدت كل مقومات الصمود بفضل العرعور وبقية العراعرة...

أخطأ الأسد لانه لم يقاتل كما الرجال حتى سقطت سوريا بهروبه ولو عنوة بعدما باع سوريا للروس فباعوها بدورهم لإسرائيل...

أخطأ الأسد لانه لم يبن دولة قوية عادلة عزيزة سيدة مستقلة، فسقطت دمشق التي لم يدافع عنها جنرالات وجنود تم شراؤهم بأموال قطرية وإماراتية وسعودية خدمة للسيد الإسرائيلي الذي يسود عليهم لأسباب لا يعرفها إلا الله، وربما الموساد وال CIA...

من يقرأ مقالات الاستاذ فراس ياغي، يرى المصير الأسود الذي دخلته المنطقة بفضل "الربيع العربي!" و"الثورة السورية" التي تم تسليحها ب ٣٤ سفينة أسلحة من ليبيا تشبه لطف الله ٢، ومئات الحاويات من أوروبا الشرقية دفع الخليج ثمنها خدمة لإسرائيل...

هذا ما قاله بالحرف وزير خارجية فرنسا الأسبق اليكساندر دوما...

من يستمع إلى مقابلات الدكتور الإيراني في الفيزياء النووية والخبير في القانون الدولي الأستاذ دلول يرى أن إيران قررت أن لا تكون ملكية أكثر من الملك...

تراهن إيران على موقع تحت الشمس الأميركية بحجة أن بإمكان طهران دق إسفين بين تل أبيب وواشنطن (أحلام يقظة في عز الظهيرة)...

تماما كما ظلت طهران تراهن منذ السابع من أكتوبر حتى وصل الموس إلى اللحى في قم...

يتحدث الدكتور دلول عن وحدة الصف بين كل الإيرانيين بعد حرب ال ١٢ يوم...

يسأل مقدم البرنامج الدكتور دلول عن سبب القبول بوقف الحرب رغم ان الدفاعات الإسرائيلية كانت نفذت؛ فيجيب بمزيد من الغموض تحت ذريعة أن صواريخ إيران جاهزة في حال العودة إلى الحرب...

انها نفس الخطيئة التي كان العرب يقعون دائما فيها؛ يقبلون الهدنة ووقف النار حين يطلب الإسرائيلي ذلك لكي يعيد تنظيم صفوفه ويعاود الهجوم...

حتى الدكتور الأميركي الشهير جون ميرشايمر لم يستطع فهم سبب قبول طهران بوقف النار؛ ويرجع ذلك ربما إلى ضغوط من الصين التي تتوسل تقديم خدمة للأميركيين لعل وعسى، بينما تجد روسيا نفسها في موقع تجنب إسرائيل مزيد من الدمار بحجة وجود مليوني يهودي من أصول روسية على أرض فلسطين...

بين براغماتية أميركا التي ترى أن العرب قد تخلوا عن فلسطين، فلماذا لا تذهب إلى الأخير في جعل إسرائيل سيدة منطقة الشرق الأوسط المطلقة؛ وبين الانتهازية التركية التي تحلم بتقديم خدمات لأميركا عبر الأذرع التركية في الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطى وأذربيجان على حساب الفلسطينيين الذين باعهم أهلهم من العرب مقابل إمكانية إعادة بعث شيء من العثمانية السياسية...

بين هؤلاء وأولئك، يُسفك الدم الفلسطيني، ويموت الفلسطينيون في إبادة ساهم في صنعها العرب والأتراك الى جانب الغرب...

هل المشروع الأميركي قدر لا يُرّد؟

أمام الفلسطينيين طريق واحد لا غير:

رفض اي وقف مؤقت لإطلاق النار؛ ورفض اي بقاء للقوات الإسرائيلية في غزة؛ ورفض اي مهل كما حصل في جنوب لبنان لأن الإسرائيلي والأميركي لا عهد لهما...

كل الكلام عن قرب الوصول إلى إتفاق بضمانة مصرية او قطرية ليس سوى مزيد من الخداع...

بمجرد تخلي غزة عن ورقة الأسرى سوف يتم محو أهل غزة بكل الطرق تحت غطاء أميركي وصمت عربي مطلق وموافقة روسية ولا مبالاة صينية...

قدر غزة أن تظل تقاوم حتى لو استمرت الحرب إلى الأبد...

تبرير اي إتفاق ناقص تحت حجة وقف المجازر لا معنى له...

سوف يعود العدو إلى المجازر دون أي وازع...

وإنقاذ العشرات من المدنيين يوميا من هذه الحرب الأميركية الإسرائيلية القذرة عبر وقف لإطلاق النار لا يستوفي كل الشروط الفلسطينية سوف ينتهي إلى مجازر تطال المئات والآلاف من الفلسطينيين حتى نجاح الإبادة بشكل كامل أو التطهير العرقي ومصادرة الأرض والبحر والجو في كامل غزة...

حتى اليوم اثبت أهل غزة انهم خير من حمل شعار انتصار الدم على السيف...

ما يجري اليوم في غزة هو تطبيق هذا الشعار بالدم المسفوك والجوع الذي يحصد أهل غزة هو الآخر...

حقارة البراغماتية الأميركية يمكن التغلب عليها، وإجبار اميركا على احترام الحق الفلسطيني عبر مشابهة فرض السلام بالقوة وبمزيد من القوة عبر الصمود ومزيد من الصمود حتى سقوط امبراطوريات الشر...

اذا كان الخنوع العربي قد سمح للاسرائيلي التمادي في خطط التوسع وإقامة إسرائيل الكبرى عبر الابادة والتطهير العرقي؛ فإن سقوط المزيد من الدم الفلسطيني هو وحده الكفيل بتجاوز الابراغماتية الأميركية وإجبار هذا الوحش الأميركي على التراجع عن الدعم لإنشاء إسرائيل الكبرى...

ما ينطبق على غزة ينطبق أيضا على لبنان والعراق وإيران...

سياسة التفتيش عن وجود حلول وسط مع هذا الكيان الإسرائيلي هو الوهم بعينه...

خطة الصهيونية منذ عدة قرون كانت تقوم أساسا على إقامة دولة يهودية من الفرات إلى النيل ولكن عبر القضم المتسلسل على حلقات...

لقد تم التصويت على شبه ضم للضفة الغربية...

كذلك يجري ضم أجزاء كبيرة من سوريا ولبنان وربما حتى من العراق...

قدر غزة أن تكون الحصن الأخير في محاولة منع الشيطان من التحكم بالأمة...

رحلة الألف ميل للتحرير بدأت في السابع من أكتوبر بالخطوة الأولى...

اذا أرادت غزة أن تقاوم فهي سوف تكون في موقع مواجهة كل فلول الغرب والعرب والأميركيين؛ وهي سوف تنتصر حتما...

تنتصر حين تنتصر...

أو تنتصر حين تُستشهد...

لا حل آخر...

أما الضفة، فمصيرها اسود إذا ظلت على نفس هذا الموقف...

بعد قرار الكنيست؛ إما العودة إلى عصر الانتفاضة مهما كانت التضحيات أو الموت أذلاء بلا كرامة ولا شرف كما يحصل اليوم مع السوريين الذين استسلموا وسلموا رقابهم للجولاني الذي سلمها بدوره للجزار الاسرائيلي اللئيم والانتهازي التركي الحقير...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري