أظهرت دراسة علمية حديثة أجراها فريق بحثي من جامعة سانت بطرسبرغ الروسية بالتعاون مع علماء ألمان، أن هضبة كيرغولين البركانية الواقعة في المحيط الهندي، تشكّلت قبل 130 مليون سنة، أي قبل 10 ملايين سنة ممّا كان يُعتقد سابقا، وقد نُشرت نتائج الدراسة عبر المكتب الصحفي للجامعة لوكالة تاس الروسية.
تشكّل الهضبة في حقبة مغناطيسية قديمة
أوضح البروفيسور غيرمان لايشينكوف، أستاذ قسم الجيوفيزياء في جامعة سانت بطرسبرغ، أن الفريق استخدم نمذجة لانتشار قاع المحيط استنادا إلى بيانات مغناطيسية لتحديد توقيت التكوين، وبيّن أن سماكة القشرة المحيطية ناتجة عن انصبابات صهارية مصدرها "ريشة كيرغولين" البركانية، وقد حدثت خلال فترة القطبية المغناطيسية M4، أي قبل نحو 130 مليون سنة، وهذا يسبق التقديرات السابقة المستندة إلى بيانات الحفر البحري بعشرة ملايين سنة.
- هضبة كيرغولين: أضخم بنية بركانية في محيطات العالم
تُعد هضبة كيرغولين، التي تغطي مساحة تُقدَّر بـ1.3 مليون كيلومتر مربع، أكبر بنية بركانية معروفة في محيطات العالم، وتفوق مساحتها مساحة مجمل الدول الإسكندنافية وفنلندا مجتمعة. نشأت هذه الهضبة نتيجة نشاط بركاني طويل الأمد استمر أكثر من 30 مليون سنة، ويُعتقد أنه بدأ قبل 120 مليون سنة.
وقد تشكّلت هذه الهضبة بفعل ريشة صاعدة من أعماق الأرض، وهي تيارات حرارية تُعرف بـ"الريشات الوشاحية"، ترتبط غالبا بانقسام القارات العملاقة القديمة مثل قارة بانجيا، ويُرجّح أن انصبابات البازلت فيها حصلت بعد الانفصال الجغرافي بين الهند وأنتاركتيكا.
- جدل علمي مستمر حول طبيعة القشرة الأرضية تحت الهضبة
لا يزال هناك نقاش بين العلماء حول طبيعة القشرة الواقعة تحت هضبة كيرغولين، إذ يرى بعض الباحثين أنها تحتوي على أجزاء من القشرة القارية، بينما يرى آخرون أنها قشرة محيطية سميكة، وتشير الدراسة الجديدة إلى أن سرعة الموجات الزلزالية وانتشارها في المنطقة تُشبه ما لوحظ في مرتفعات نينتي ديغري بالمحيط الهندي ووولفيس ريدج جنوب الأطلسي، ما يعزز فرضية أنها قشرة محيطية سميكة.
- تحليل متعدد الأبعاد يكشف مفاجآت
استند العلماء في بحثهم إلى بيانات من بعثة استكشافية مشتركة باستخدام سفينتي الأبحاث "أكاديمي ألكسندر كاربينسكي" و"بولارشتيرن"، وقد تم تحليل سرعة انتشار الموجات الزلزالية المنعكسة والمنكسرة لبناء نماذج ثلاثية الأبعاد لتركيب القشرة، كما أُجريت نماذج لجاذبية الأرض لتأكيد مواقع الحدود العاكسة وكشف تفاوتات تركيبية. وأتاح تحليل الشذوذات المغناطيسية تحديد عمر القشرة المحيطية واتجاه حركة الصفائح التكتونية بدقة أعلى.
- نتائج تفرض إعادة النظر في الفرضيات الجيولوجية
تُشير النتائج إلى أن الهضبة تتكون من قشرة محيطية سميكة ذات خصائص جيوشيميائية شبيهة بالقشرة القارية، مما يتطلب تفسيرا جديدا لهذا النوع من التكوينات، وقد تدفع هذه النتائج العلماء إلى مراجعة الفرضيات السائدة حول علاقة الريشات الوشاحية بانفصال القارات وتكوين الهضاب البركانية الكبرى.