تناول لحم البقر أكثر فائدة من الدجاج لصحة الأمعاء
دراسات و أبحاث
تناول لحم البقر أكثر فائدة من الدجاج لصحة الأمعاء
31 تموز 2025 , 12:30 م

يواصل العلماء البحث في تأثير أنواع اللحوم المختلفة على صحة الجهاز الهضمي، في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالتوازن الميكروبي داخل الأمعاء، والذي يُعد عاملا حاسما في دعم المناعة والوقاية من الأمراض المزمنة، وفي دراسة إسبانية جديدة، توصل الباحثون إلى نتائج قد تُغيّر النظرة التقليدية تجاه اللحوم البيضاء والحمراء.
قام فريق بحثي من إسبانيا بإجراء تجربة شملت 16 شابا سليما تتراوح أعمارهم بين 18 و22 عاما، طُلب من المشاركين الحفاظ على نظامهم الغذائي المعتاد، ثم تم توزيعهم عشوائيا لتناول ثلاث وجبات أسبوعية من إما لحم البقر أو الدجاج، على مدى 8 أسابيع، مع فترة فاصلة من الراحة لمدة 5 أسابيع بين النظامين.
- تراجع البكتيريا النافعة مع تناول الدجاج
أظهرت النتائج أن النظام الغذائي المعتمد على الدجاج تسبب في انخفاض واضح في تنوع البكتيريا المفيدة في الأمعاء، مع رصد ارتفاع في مستويات بعض أنواع البكتيريا الضارة التي ارتبطت سابقا بأمراض مزمنة مثل سرطان الأمعاء.
- لحم البقر يعزز "البلوتيا": بكتيريا مفيدة لصحة الأمعاء
في المقابل، أدى تناول لحم البقر القليل الدهن إلى زيادة في نسبة بكتيريا نافعة تُعرف باسم البلوتيا (Faecalibacterium prausnitzii)، والتي تُسهم في تقوية الحاجز المخاطي للأمعاء وتحمي من الالتهابات المعوية، مما يدل على تأثير وقائي محتمل لهذا النوع من اللحوم.
- تأثير على تنظيم السكر والأحماض الأمينية
كشفت الدراسة أيضا أن النظام المعتمد على الدجاج أثّر سلبا على قدرة الجسم في تنظيم مستويات الغلوكوز في الدم، وقلل من إنتاج الأحماض الأمينية الأساسية، مما قد يضعف مناعة الجسم ويؤثر على صحة الجهاز الهضمي.
- الاستهلاك المفرط للدواجن يضاعف خطر السرطان
في سياق موازٍ، حذّرت دراسة إيطالية من أن تناول أكثر من 300 غرام من الدواجن أسبوعيا — أي ما يعادل نحو أربع حصص — قد يضاعف من خطر الوفاة بسبب أنواع متعددة من السرطان، أبرزها سرطان المعدة والأمعاء، ويرى الباحثون أن طرق الطهي (مثل الشوي بدرجات حرارة عالية) أو نوعية الأعلاف قد تكون من الأسباب المحتملة لهذه المخاطر، رغم غياب الأدلة القاطعة حتى الآن.
- موقف المنظمات الصحية: الاعتدال هو الحل
وفقا لمركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، فإن حوالي 21% من حالات سرطان الأمعاء ترتبط بتناول اللحوم الحمراء والمصنعة، خاصة عند طهيها في درجات حرارة مرتفعة.
لكن من جانبها، تؤكد هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) أن اللحوم لا تزال مصدرا مهما للبروتين وفيتامين B12، وتوصي الأشخاص الذين يستهلكون حوالي 90 غرامًا من اللحوم الحمراء يوميا بتقليل الكمية إلى 70 غراما حفاظا على التوازن الغذائي.
- مراجعة الخيارات الغذائية ضرورة مستمرة
تدعو هذه الدراسة إلى إعادة النظر في بعض المفاهيم الشائعة حول "السلامة الغذائية" لأنواع اللحوم، وتشير إلى أن لحم البقر القليل الدهن قد يكون خيارا صحيا أفضل من الدجاج بالنسبة لصحة الأمعاء، على الأقل ضمن ظروف محددة.

المصدر: ديلي ميل