أظهرت دراسة جديدة أن دواء الإيزوتريتينوين، المعروف كعلاج فعال لحب الشباب الشديد، يمتلك تأثيرا غير متوقع في علاج العقم عند الرجال ، حيث يساعد في استعادة إنتاج الحيوانات المنوية القابلة للاستخدام في تقنيات التلقيح الصناعي (إطفال الأنابيب) دون الحاجة إلى عمليات جراحية.
تأثير دواء إيزوتريتينوين على إنتاج الحيوانات المنوية
تضمنت الدراسة علاج 30 رجلاً يعانون من مستويات منخفضة للغاية أو غياب تام للحيوانات المنوية، وقد سبق لمعظمهم خوض محاولات جراحية فاشلة لاستخراج الحيوانات المنوية، تلقى المشاركون العلاج عبر تناول حبوب الإيزوتريتينوين مرتين يوميا لمدة ستة أشهر، في نهاية فترة العلاج، تمكن 37% منهم من إنتاج حيوانات منوية مستقرة وحية في السائل المنوي، مما يعد تقدما ملحوظا، خاصةً أن هذه النتائج نُشرت في مجلة Journal of Assisted Reproduction and Genetics.
كان التأثير الأكبر واضحا لدى الرجال الذين كانت خلايا حيواناتهم المنوية تتوقف عن التطور في مراحل مبكرة أو متأخرة من النضوج، حيث تجاوز معدل استجابتهم للعلاج 50%. ويكتسب هذا الأمر أهمية كبيرة، نظرا لأن هؤلاء المرضى غالبا ما يُعتبرون عقيمين تماما.
الأعراض الجانبية لدواء إيزوتريتينوين
على الرغم من شيوع الأعراض الجانبية مثل جفاف الجلد والشفتين، وظهور نوبات من التهيج النفسي، وتغيرات في مستويات الكوليسترول، فإنها كانت تحت السيطرة ولم تمنع غالبية المرضى من إكمال العلاج، إلا أن مريضا واحدا اضطر للتوقف بسبب قلق شديد، وبناءً على هذه البيانات، يُقيّم الباحثون سلامة العلاج بأنها مرضية.
يرتبط مفعول الإيزوتريتينوين بحمض الريتينويك، وهو الشكل النشط من فيتامين "أ" الضروري لنضوج الحيوانات المنوية، كان يُعتقد سابقا أن خللاً في هذا المسار هو سبب العقم عند بعض الرجال، ورغم أن الإيزوتريتينوين غير معتمد رسميا لعلاج العقم، بدأت بعض العيادات بتطبيق هذا البروتوكول كبديل للجراحة، مما يفتح آفاقا جديدة لآلاف الرجال الذين يحلمون بإنجاب الأطفال.