كشف باحثون من جامعة سيتشينوف، بالتعاون مع علماء من الصين والبرازيل والولايات المتحدة، أن  السيلينيوم يمكن أن يحمي الجسم من التأثيرات المدمرة لأحد أخطر السموم الفطرية، وهو سم T-2، الناتج عن فطريات Fusarium التي تصيب الحبوب، وخاصة في ظروف التخزين الرطبة والدافئة.

سم T-2: خطر يهدد الصحة

يُعد سم T-2 من أشد الميكوتوكسينات ضررا، إذ يمكن أن يدخل الجسم عبر تناول الأطعمة الملوثة مثل الخبز والحبوب، أو من خلال الجلد عند ملامسة المنتجات المصابة. يسبب هذا السم التهابات حادة، واضطرابات في وظائف الخلايا، وزيادة الإجهاد التأكسدي، وتدمير أنسجة الغضاريف، بالإضافة إلى أضرار في الكبد والكلى والقلب والجهاز العصبي

منهجية البحث والتحليل العلمي

استعرض العلماء أكثر من 200 دراسة مخبرية على مدى العقود الماضية، شملت تجارب على خلايا الغضاريف (الخondrocytes)، وفئران وجرذان تعرضت لسم T-2 مع نقص في السيلينيوم. وتم التركيز على تأثير هذا العنصر على:

التعبير الجيني (Gene expression)

نشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة

إنتاج الكولاجين

آليات موت الخلايا المبرمج

النتائج: حماية متعددة المستويات

أظهرت النتائج أن نقص السيلينيوم يضاعف تأثير السم، من خلال زيادة الإجهاد التأكسدي، وتعطيل الميتوكوندريا، وتحفيز الـ Feroptosis، وهي عملية موت خلوي مرتبطة بتراكم الحديد.

أما عند توافر السيلينيوم بكميات كافية، فقد لوحظ:

زيادة إنتاج السيلينوبروتينات ذات الخصائص المضادة للأكسدة

خفض مستويات السيتوكينات الالتهابية

إبطاء موت خلايا الغضاريف وحماية المصفوفة خارج الخلية

تقليل إنتاج سم T-2 نفسه في بعض الحالات

التأثيرات الإيجابية الأخرى للسيلينيوم

إضافة إلى حماية الغضاريف، وجد الباحثون أن للسيلينيوم فوائد تمتد إلى الكبد والكلى والقلب والدماغ، وحتى إلى الميكروبيوم المعوي، حيث يقلل من الالتهاب الجهازي والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان رئيسيان في سمية T-2.

الآفاق العلاجية

على الرغم من أن الأبحاث السريرية حول استخدام السيلينيوم في علاج أمراض المفاصل والتسمم بالميكوتوكسينات لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن النتائج الحالية تفتح الباب أمام إمكانية اعتماده كجزء من العلاجات المخصصة والشخصية في المستقبل.