في مسرح الجيوسياسية، حيث تمتزج خرائط الميتافيزيقية بخطوط التكتيك والإستراتيجية، يتراقص ظل محتل على أطراف المشهد، يتسلل بخطى عنجهية صوب نبض التاريخ، متأبطا أطماعا تلامس جدار الروح قبل أسوار المدينة...تل الذؤابة التي تعانق السماء، تجرع اليوم كأس التراجيديا في سيناريو راديكالي، يعيد تشكيل سيسيولوجيا المكان، ويستبدل مفردات الهوية بأحرف دخيلة على أبجديتنا.
”بين أسطورة الصمود البطولية...وأسطوانة ميثاق الظل و ”السقف الأزرق“ المسمومتين"
لم نكن في البدء طلاب نزاع، بل حراث ميراث وميثاق، ندفع عن ثرى الأجداد ألسنة التوسع، ونذود عن رمز جذوة النضال منذ أجيال. وليعلم المحتل الذي يقتات على أساطير التوراة المؤدلجة، أن أحفاد البرق والرعد والزوابع في وديان الجنوب سيثوروا كما يثور البركان، وليعلم الغرباء الذين إستولوا على التاج الحجري لقمم الباشان. ومن غير المستطاع التعويل على مجلس الطباشير الذي يرسم خطوطا تزول مع أول مطر...
الهضبة ليست مجرد طبوعرافيا، بل عقدة وعي، ومحراب كرامة وحصن منيع ضد الإيديولوجية الغاصبة التي تتخفى في لغة القانون وهي تمارس سيميولوجيا التزوير.
إن الغاصب الذي يظن نفسه فوق الموازين، يسرد أسطورته على إيقاع أسطوانة مسمومة، محاولا صناعة” أمر واقع" يلبس الحقيقة قناع الزيف. لكن الليل مهما طال، والفصل مهما إعتكر سيجئ فجر الإنعتاق ليبدد الظلمة، فالزحف المغرور لايدوم أمام إرادة الوطنيين الأحرار أصحاب الحقوق المسلوبة.
” من جذوة النضال...إلى فجر الإسترداد "
ياحماة الثغور، ياحراس الحلم، آن الآوان لتسطير المشهد بريش أقلامنا، ولتحويل كل صفحة إحتلال إلى رواية نضال، كفاح، مقاومة. المرتفعات والهضبة ينادوننا بلغة لايقرؤها إلا من كان فؤاده على العهد، ولسانه على الحق، وصوته في ميزان العزة. وعلى صخورها سيخط التاريخ: هنا مر الأبطال...وهنا يعود القرار.
قد يظن الاعبون على رقعة الخرائط أن خط الهدنة هو خط النهاية، لكن تعلمنا في علم الميتافيزيقية السياسية، كل خط يمكن أن ينقلب سهما. فالمعادلات الجيوش ليست قدرا محتوما، و التراجيديات الكبرى كثيرا ماتتحول إلى ملحمة خلاص حين تتحد الإرادة بالوعي، ويتخذ التكتيك موقعه في قلب الإستراتيجية. فلنطبق أقوالنا إلى أفعال ولتكن بمثابة رسائل، ولتتحول إلى مشاعل في دجى ليل ينتظر فجركم.
لبيك سيدتي ياسفيرة العالم الملائكي والصوت المخملي” الغضب الساطع آت "
حقا آت...آت...آت
مفكر كاتب وإعلامي سوري في الغربة