يعد طنين الأذن (Tinnitus) من أكثر الأعراض إزعاجاً التي يعاني منها الملايين حول العالم، حيث يشعر المريض بضوضاء أو رنين أو أزيز في الأذن دون وجود مصدر خارجي لهذا الصوت. ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هذا العرض قد يكون مؤشراً خطيراً على مشكلات صحية كامنة تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.
-الطنين: ليس مجرد إزعاج عابر
بحسب الدكتورة كسينيا أريفجانوفا، أخصائية طب الأعصاب البارزة، فإن طنين الأذن ينقسم إلى نوعين رئيسيين:
1. الطنين الذاتي (الأكثر شيوعاً)
- يسمعه المريض فقط
- غالباً ما يرتبط بمشكلات نفسية أو عصبية
- قد يكون عرضاً لأمراض الأذن الداخلية
2. الطنين الموضوعي (الأقل انتشاراً)
- يمكن للطبيب سماعه باستخدام المعدات الطبية
- عادةً ما يشير إلى مشكلات عضوية محددة
- قد يكون ناتجاً عن اضطرابات في الأوعية الدموية أو العضلات
- الأسباب الخطيرة لطنين الأذن: من الاكتئاب إلى أورام الدماغ
أولاً: أسباب الطنين الذاتي
1. الاضطرابات النفسية والعصبية
- القلق المزمن
- الاكتئاب الحاد
- التوتر النفسي المستمر
2. أمراض الأذن والسمع
- التهاب الأذن الوسطى
- تلف العصب السمعي
- مرض مينيير (يسبق نوبات الدوار الشديدة)
3. التغيرات المرتبطة بالعمر
- ضعف السمع التدريجي عند كبار السن
- تصلب عظام الأذن الوسطى
ثانياً: أسباب الطنين الموضوعي
1. أمراض القلب والأوعية الدموية
- عيوب خلقية في الصمامات
- تصلب الشرايين
2. الأورام
- أورام العصب السمعي
- أورام قاعدة الجمجمة
3. أسباب ميكانيكية
- تشنجات عضلات الأذن الوسطى
- وجود أجسام غريبة في قناة الأذن
- المفاهيم الخاطئة الشائعة عن طنين الأذن
تدحض الدكتورة أريفجانوفا بعض المعتقدات المنتشرة:
1. خرافة: طنين الأذن ناتج عن تصلب شرايين الدماغ
- الحقيقة: لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذه المعلومة
2. خرافة: تنخر العظام الغضروفي يسبب الطنين
- الحقيقة: الدراسات الحديثة تنفي هذه العلاقة
3. خرافة: طنين الأذن مرض بحد ذاته
- الحقيقة: هو عرض وليس مرضاً، ويجب البحث عن سببه الأساسي
- متى يجب استشارة الطبيب فوراً؟
تنصح الدكتورة أريفجانوفا بالمسارعة إلى الطبيب عند: استمرار الطنين أكثر من أسبوع
ترافق الطنين مع أعراض أخرى مثل:
دوخة شديدة
فقدان التوازن
ضعف مفاجئ في السمع
ألم شديد في الأذن
زيادة حدة الطنين مع الوقت
- أحدث طرق العلاج: من الأدوية إلى العلاج السلوكي
1. العلاج الدوائي
- مضادات الاكتئاب
- أدوية مضادة للقلق
- موسعات الأوعية الدموية (في حالات محددة)
2. العلاج النفسي
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
- تقنيات الاسترخاء والتأمل
3. العلاجات المساعدة
- أجهزة إخفاء الطنين (Tinnitus maskers)
- المعينات السمعية (لضعاف السمع)
4. التدخل الجراحي
- في حالات الأورام أو التشوهات التشريحية
- الخلاصة: لا تهمل طنين أذنك
يؤكد الخبراء أن التشخيص المبكر لسبب طنين الأذن يزيد بشكل كبير من فرص نجاح العلاج، لا تتردد في استشارة أخصائي أنف وأذن وحنجرة أو طبيب أعصاب عند استمرار هذه المشكلة، فوراء كل طنين قصة تحتاج إلى كشفها.