أنهار ألاسكا تتحول إلى اللون البرتقالي في تحول بيئي مثير للقلق
منوعات
أنهار ألاسكا تتحول إلى اللون البرتقالي في تحول بيئي مثير للقلق
12 أيلول 2025 , 15:52 م

تشهد أنهار في سلسلة جبال بروكس بألاسكا تحولاً مدهشاً ومقلقاً في آن واحد، حيث تحولت مياهها من صفاء معتاد إلى لون برتقالي عكر يمكن رؤيته حتى من الفضاء. ويرجع العلماء هذه الظاهرة إلى ذوبان الطبقات الجليدية الدائمة (permafrost) بفعل ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
- السبب العلمي وراء الظاهرة
مع استمرار ذوبان الجليد الدائم، تتعرض الصخور الغنية بالكبريتيد للأكسجين والمياه المتسربة، ما يؤدي إلى تفاعلات كيميائية تولّد حمض الكبريتيك، هذا الحمض يستخلص معادن طبيعية مثل الحديد، الكادميوم، والألومنيوم من الصخور ويدفعها إلى مجاري الأنهار.
هذه العملية تشبه ما يُعرف بـ تصريفات حمض المناجم، ولكن الفارق هنا أن التلوث يحدث من دون أي أنشطة بشرية، بل بسبب التغيرات المناخية وحدها.
- المخاطر البيئية
ارتفاع تركيز المعادن إلى مستويات سامة للكائنات المائية، وفقاً لمعايير وكالة حماية البيئة الأمريكية.
تراكم الكادميوم في أعضاء الأسماك، ما يشكل خطراً على الحيوانات المفترسة مثل الدببة والطيور.

انخفاض شدة الضوء في قاع الأنهار بسبب المياه الغائمة، ما يهدد يرقات الحشرات التي تعد غذاءً أساسياً لأسماك السلمون.
انسداد قيعان الأنهار بالرواسب، ما يعرقل تكاثر أسماك السلمون Chum salmon، وهي مصدر غذاء رئيسي للمجتمعات الأصلية في ألاسكا.
- تحذيرات العلماء
البروفيسور تيم ليونز، عالم الجيوكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا، قال: "ما نشهده الآن يشبه تماماً تصريفات حمض المناجم، ولكن من دون مناجم. إن ذوبان الجليد الدائم يغير كيمياء البيئة بشكل لا رجعة فيه."
أما البروفيسور ديفيد كوبر من جامعة كولورادو، فأكد أن هذه التغيرات "مذهلة حقاً"، بينما أوضح بادي سوليفان من جامعة ألاسكا أنه لاحظ أولى علامات هذه الظاهرة عام 2019، حين بدا نهر سلمون وكأنه "مياه صرف صحي" بعد ذوبان الجليد.
- نطاق الظاهرة
على الرغم من أن الدراسة ركزت على نهر سلمون، إلا أن العلماء يحذرون من أن الظاهرة تمتد إلى عشرات الأحواض المائية الأخرى عبر القطب الشمالي. وبخلاف مواقع التعدين التي يمكن التحكم في تلوثها، فإن هذه المناطق النائية تحتوي على مئات مصادر التلوث الطبيعية، ولا توجد أي بنية تحتية لمكافحتها.
مع تزايد آثار الاحتباس الحراري، يشير العلماء إلى أن هذه الظاهرة تمثل مرحلة جديدة من التحولات البيئية التي قد لا يمكن عكسها ويؤكد ليونز:"حتى في المناطق النائية البعيدة عن النشاط البشري المباشر، فإن بصمة التغير المناخي واضحة وجلية. لم يعد هناك مكان محصن من آثاره."

المصدر: صحيفة Daily Mail