اختراق علمي: دواء حب الشباب يساعد الرجال على الإنجاب
دراسات و أبحاث
اختراق علمي: دواء حب الشباب يساعد الرجال على الإنجاب
13 أيلول 2025 , 13:55 م

أظهرت دراسة طبية حديثة أن دواء "أكيوتين" (إيزوتريتينوين) المستخدم في علاج حالات حب الشباب الشديدة، قد يشكل خيارا علاجياً واعداً للرجال الذين يعانون من العقم الناتج عن انعدام الحيوانات المنوية.
عادةً ما يضطر هؤلاء المرضى إلى الخضوع لتدخلات جراحية لاستخراج الحيوانات المنوية مباشرة من الخصيتين لاستخدامها لاحقاً في عمليات التلقيح الاصطناعي (IVF). ورغم نجاح هذه العمليات جزئياً، إلا أن المخاطر المصاحبة تشمل العدوى وفترات نقاهة طويلة، بينما لا يتجاوز معدل نجاحها 50% تقريباً.
في المقابل، استكشف الباحثون العلاج الدوائي باستخدام إيزوتريتينوين، المركب الذي يحاكي حمض الريتينويك الطبيعي المشتق من فيتامين A، الضروري لتطور ونضج خلايا الحيوانات المنوية. وجاءت الفكرة بعد ملاحظة أن الرجال المصابين بالعقم غالبًا ما تكون لديهم مستويات منخفضة من هذا الحمض في الخصيتين.
- تفاصيل الدراسة:
شملت الدراسة 26 رجلاً يعانون من انعدام الحيوانات المنوية غير الانسدادي، وأربعة آخرين مصابين بـ قلة الحيوانات المنوية.
تناول المشاركون 20 ملليغراماً من إيزوتريتينوين مرتين يومياً لمدة لا تقل عن ستة أشهر، مع متابعة دقيقة لمستويات الهرمونات وتحاليل السائل المنوي.
النتائج الرئيسية:
تمكن 11 رجلاً من إنتاج حيوانات منوية متحركة، مما أتاح لهم البدء في إجراءات التلقيح الاصطناعي دون الحاجة للجراحة.
جميع المرضى الأربعة المصابين بـ متلازمة اختفاء الحيوانات المنوية استجابوا للعلاج.
سبعة رجال لم يكن لديهم أي حيوانات منوية قابلة للرصد سابقًا أصبح لديهم إنتاج بعد العلاج.
الوقت اللازم للجراحة انخفض بشكل ملحوظ بين المشاركين الذين لم يستجيبوا كلياً للدواء، حيث بلغ متوسط العملية 63 دقيقة مقابل 105 دقائق سابقاً.
وقد أجرى الباحثون 9 دورات من التلقيح الاصطناعي باستخدام الحيوانات المنوية الناتجة عن العلاج، ما أسفر عن ولادة أجنة سليمة وحالات حمل مستمرة، وولادة طفل حي واحد على الأقل.
الأعراض الجانبية والمخاطر:
رافق العلاج ظهور بعض الأعراض الجانبية، منها:
جفاف الجلد وتشقق الشفاه لدى جميع المشاركين.
شعور بالانفعال لدى نصف المشاركين تقريبًا.
طفح جلدي وارتفاع مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.
ضرورة إجراء فحوصات دم منتظمة لمراقبة وظائف الكبد.
وأكد الدكتور جاستن هومان، الأستاذ المساعد في جراحة المسالك البولية بمركز "سيدارز-سيناي الطبي" في لوس أنجلوس، أن الفكرة مثيرة لأنها تقدم خياراً غير جراحي للمرضى المعتادين على التدخلات الجراحية، لكن النتائج تظل أولية وتتطلب تجارب أوسع قبل اعتبارها إنجازا حقيقياً.
وأشار الخبراء إلى أن إيزوتريتينوين لا ينبغي استخدامه خارج إطار الدراسات السريرية، خصوصا أن تناوله أثناء الحمل عند النساء يسبب تشوهات خلقية خطيرة، بينما لم تظهر أضرار على الحمض النووي للحيوانات المنوية لدى الرجال.
آفاق مستقبلية:
يسعى الباحثون إلى تحديد الفئات الأكثر استفادة من العلاج، الجرعة المثلى، والمدة المناسبة للعلاج، بالإضافة إلى دراسة تأثير الدواء على جودة الحيوانات المنوية ونتائج الخصوبة.

المصدر: صحيفة Daily Mail