حذر الدكتور فلاديمير نيرونوف، طبيب أمراض الجهاز الهضمي في عيادة "ميديسينا" التابعة للأكاديمي رويتبرغ، من خطورة تناول مشروب المونشاين (الكحول المقطر منزلياً)، مؤكداً أنه قد يؤدي إلى الإصابة بالعمى أو حتى الوفاة بسبب احتوائه على الميثانول الذي قد يتشكل أثناء عملية التخمير، جاء هذا التحذير في مقابلة مع صحيفة «غازيتا.رو» الروسية.

وأوضح الطبيب أن خطورة المونشاين تكمن في غياب الرقابة على جودة المنتج، إذ أنه حتى مع الالتزام بالوصفات، قد يحتوي المشروب على مركبات أشد خطراً من الإيثانول نفسه، وأضاف أن أجهزة التقطير المنزلية غالباً لا تراعي المعايير الصحية، وقد تُصنع من مواد تطلق مواد سامة عند التسخين مثل القصدير والرصاص والنحاس، أو تكون غير معقمة بشكل كافٍ.

وأشار نيرونوف إلى أن الميثانول هو أخطر هذه السموم، حيث يحوله الجسم إلى فورمالديهايد وحمض الفورميك، وهما مركبان يهاجمان الخلايا، خاصة خلايا الجهاز العصبي والعينين وأكد: «مجرد 10 ملليلترات من الميثانول قد تسبب العمى، في حين أن تناول 30 ملليلتراً أو أكثر قد يؤدي إلى الموت».

وأوضح الطبيب أن أعراض التسمم بالميثانول في البداية قد تشبه حالة السكر العادي، مثل الصداع والغثيان والضعف العام، لكن بعد مرور 12 إلى 24 ساعة تبدأ المضاعفات الخطيرة، وتشمل:

تلف الدماغ

تدمير العصب البصري

إصابة الكبد والكليتين

فقدان مفاجئ للبصر

غيبوبة

توقف التنفس أو فشل كلوي حاد قد يفضي إلى الموت.

وأكد الطبيب أن المونشاين لا يحتوي فقط على الميثانول، بل قد يتضمن أيضاً مواد مسرطنة، زيوت الفوسيل (الزيوت الدهنية السامة)، ومعادن ثقيلة تزيد من خطورته على الصحة.

وشدد نيرونوف على ضرورة طلب الإسعاف فوراً في حال ظهور أعراض مثل:

صداع شديد

قيء متكرر

تشوش أو ضعف الرؤية (مثل الضباب أو ازدواجية الصورة)

تشنجات

صعوبة في التنفس

فقدان الوعي.

وقال: «هذه ليست مجرد حالة تسمم عادية، بل كارثة طبية. يجب إبلاغ الإسعاف بوضوح بأن الشخص تناول مونشاين وذكر الكمية إن أمكن. ولا يجب الاعتماد على الوسائل الشعبية مثل غسيل المعدة أو الفحم النشط كبديل عن الرعاية الطبية».