أكد الأكاديمي ليف زيليوني، عضو أكاديمية العلوم الروسية والمدير العلمي لمعهد بحوث الفضاء، أن اهتمام الدول المتقدمة بالقمر لم يعد مقتصراً على الأبحاث العلمية البحتة، بل أصبح مدفوعاً إلى حد كبير بمصالح اقتصادية وتجارية ترتبط بالموارد الطبيعية التي يحتويها.
وأوضح زيليوني أن القمر أصبح اليوم في صدارة برامج الفضاء العالمية، وذلك بفضل اكتشاف الماء على سطحه، إضافة إلى ما يحتويه من معادن نادرة وثوريوم بكميات ضخمة، وهو ما يجعله هدفاً استراتيجياً طويل الأمد.
- الثوريوم والمعادن النادرة على سطح القمر
أشار الأكاديمي الروسي إلى أن أحد أهم دوافع سباق استكشاف القمر هو وجود كميات كبيرة من الثوريوم، الناتج عن النشاط الإشعاعي، إلى جانب عناصر أرضية نادرة أخرى مثل البوتاسيوم والفوسفور. هذه الموارد تجعل القمر بمثابة كنز فضائي يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في تلبية الطلب العالمي المتزايد على المعادن الاستراتيجية.
- خطط روسيا لاستكشاف القمر
كشف زيليوني أن روسيا تخطط خلال العقد المقبل لاستخدام المركبة القمرية "لونا-28" في مهمة استخراج التربة القمرية. وستعتمد هذه المهمة على تقنية الحفر المبرد (Cryogenic Drilling) التي تقوم على تجميد الصخور قبل الحفر، ما يمنع تبخر المواد المتطايرة ويحافظ على الثروات القمرية الثمينة.
وأضاف: "في الحفر التقليدي، تضيع المواد المتطايرة المهمة أثناء استخراج التربة، بينما يتيح لنا الحفر المبرد الاحتفاظ بها بالكامل، وهو ما يمثل تقدماً علمياً وتقنياً كبيراً".
- رؤية روسيا حتى عام 2060
وأشار زيليوني إلى أن رئيس أكاديمية العلوم الروسية غينادي كراسنوف أعلن سابقاً أن روسيا وضعت خطة واضحة لاستكشاف القمر تمتد حتى عام 2060. وتشمل هذه الخطة إرسال مركبة فضائية كوكبية، بالإضافة إلى قمر صناعي من سلسلة "بيون"، يحمل على متنه حيوانات ونباتات لاختبار ظروف الحياة خارج الأرض.
https://www.ida2at.org/admin/articles.php?action=edit&id=124945# حفظhttps://www.ida2at.org/admin/articles.php?action=edit&id=124945#
لا يقتصر سباق استكشاف القمر على الطموحات العلمية فقط، بل بات يمثل بوابة نحو اقتصاد فضائي واعد. فالموارد الهائلة من المعادن النادرة والثوريوم قد تعيد رسم خريطة الطاقة والصناعة العالمية في المستقبل، وتجعل من القمر قاعدة أساسية للأنشطة التجارية والبحثية خارج الأرض.