كتب الأستاذ فراس ياغي
اظهر الرئيس "ترامب" نرجسية غير مسبوقة في تعامله مع العالم، وإلى جانب تلك النرجسية اظهر نظرة دونية للعرب والمسلمين، وأخذ من العرب اكثر من مرة الجزية، في الفترة الاولى مئآت المليارات، وفي الثانية تريليونات خمسة، كل ذلك مقابل الحماية الكاذبة والتي تبين انها حماية تتعلق بالمصالح الامريكية والصهيونية لا غير، وأن كل شيء مرتبط بما يريده الحليف الاوحد والوحيد لها "دولة الكيان الصهيوني"، والإعتداء الصهيوني على دولة "قطر" الحدث الأبلغ والاوضح للمعايير التي تحكم علاقة إدارة "ترامب" الإنجيلية المسيانية مع من يسمون حلفائهم من النظام العربي الرسمي
حادثة "قطر" لم تكن مجرد إعتداء على سيادة دولة فقط، ولم تكن بهدف إغتيال قيادة حركة "حماس" ووفدها فحسب، بل هي مخطط متكامل، بدأ بعملية خداع وتضليل بمسمى مقترح الرئيس "ترامب"، والمطالبة الأمريكية من "قطر" للضغط على حركة حماس للرد وفي غضون مهلة 48 ساعة، وهذا دفع القطريين للطلب من وفد حركة "حماس" للعودة على عجل من "أنقرة" إلى "الدوحة"، يشير ذلك للنوايا الحقيقية والتي ظهرت في عملية ما يسمى "قمة النار"، ليؤكد المؤكد، بأن "المتغطي بأمريكا عريان"، وكما يبدو النظام العربي الرسمي يعشق العرّي، ويبدو ان ذلك بسبب البيئة والطبيعة المناخية ودرجات الحرارة المرتفعة على ما يبدو
العالم كله تقريبا إستنكر ما قامت فيه دولة الكيان، ولكن حين نوقش ذلك في "مجلس الأمن" لم يستطيعوا سوى إصدار بيان صحفي لا يذكر إسم الدول المُعتدية على "قطر"، تم إدانة الإعتداء دون ذكر إسم "إسرائيل"، ووفقا لما تريده حليفة النظام الرسمي العربي، الولايات المتحدة الأمريكية، فالكتاب الأمريكي مبين من عنوانه.
الرئيس "ترامب" يتعهد بعدم تكرار الإعتداء على "قطر"، ونلاحظ هنا "قطر"، اي أنه يمكن لِ دولة "الكيان الصهيوني" تكرار محاولة الإغتيال مرة اخرى على ارض وجغرافيا اخرى، هذه هي حقيقة الموقف الأمريكي، "إسرائيل" اولا وثانيا واخيرا وما بعدها هم الذين يطلبون الحماية، ونحن علينا ان نأخذ بدل ذلك دولارات وإستثمارات
القمة العربية الإسلامية التي ستعقد غدا الإثنين 15/09/2025 تأتي في ظل حرب الإبادة والتطهير العرقي في "غزة"، وحرب الجغرافيا وقطعان المستوطنين ومعه الجيش في "الضفة"، وفي ظل الإعتداء على دول كانت تسمى محور المقاومة، وفوق ذلك الإعتداء على دول تحت عباءة الإعتدال "تونس" بل وحتى على دولة تقع تحت حماية أمريكية وفيها أكبر قاعدة برية أمريكية "قطر"
إسرائيل الصهيونية وأمريكا المسيانية تتحالف تحت سقف القوة ولا شيء غير القوة، حيث يطرح تحالف "الترمبياهو" "وفق اختصار الكاتب الفلسطيني نبهان خريشة عن ترامب ونتنياهو" ، مفهوم السلام بالقوة، لأن الإثنين مقتنعين بأن تصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها من غزة والضفة وتفكيك محور المقاومة سيؤدي حتما للسلام بطريقتهم، سلام الخضوع بلا سيادة وطنية ولا امن وطني، وهذا ما حدث مع "قطر"
لذلك المطلوب من القمة العربية الإسلامية شيء مختلف كليا عبر قرارات مختلفة بل وخارجة عن صندوق النظام العربي والإسلامي الرسمي، قرارات للتنفيذ الفوري لخطورة المرحلة، قرارات للحفاظ على الكرامة والسيادة بعد ان تمادى تحالف أل "ترمبياهو" إلى اقصى مدى، وغير ذلك ستتحول كل المنطقة إلى بحيرة إسرائيلية يفرض من خلالها "نتنياهو" خطته في شرق اوسط لا يستند إلى حدود "سايكس - بيكو"، بل يستند لتجزيء المُجزأ وتقسيم المُقسم
الرئيس "ترامب" ومن معه يحتقرون العرب والمسلمين، لكنهم يهابون الأمة الإيرانية لأنها إمتداد للإمبراطورية الفارسية، ويخافون الأمة التركية لأنها تبحث عن الإمبراطورية العثمانية، ويرتعبون من الجمهورية المصرية لأن لها جذور فرعونية، لذلك يجب أن تبقى مصر فقيرة ومحاصرة بالإضطرابات حولها، فهي من عذبت بني إسرائيل ولاحقتهم وإضطروا للهروب منها حيث إمتدت رحلة الهروب أربعين عاما تيها في صحراء سيناء، وهذا التيه جعلهم يُطوبون تلك الصحراء بإسمهم، فغدت سيناء في معتقداتهم مركز نزول التوراة ومنارة للدين القويم، حيث هناك كلم نبي الله موسى عليه السلام ربه، وهناك ظهر السامري، وهناك كانوا يحملون تابوت الرب وعمود الدخان الذي كان يقودهم
الرئيس "ترامب" له مصلحة في إستمرار الحرب، وهذه مصلحة شخصية مرتبطة بالإستثمار.."ريفيرا الشرق الاوسط"..شركاته الأربع سوف تقوم بالإستثمار والبناء وباموال خليجية "المقدر مئة مليار دولار"، والأرباح ستعود له "المقدر "200-300 مليار دولار"...و "نتنياهو" وحكومة اليمين المصلحة الشخصية والسياسية الايديولوجية في التهجير وإنهاء الغول الديمغرافي الفلسطيني... لذلك لا توجد عندهم خطة لوقف إطلاق النار إلا بما يخدم المصالح اعلاه...وقصة "قطر" يريدون حلها على عشاء عمل وفنجان قهوة في البيت الأبيض بحيث يسبق ذلك القمة لتشذيب وتهذيب قراراتها بطلب من الدولة التي تم الإعتداء عليها "قطر"، لكن لأجل وقف المخطط الذي يمس كل أمن المنطقة، القمة غدا بحاجة لإتخاذ قرارات صدامية مع الأمريكي قبل الإسرائيلي
واحد قادر يضرب في المغرب العربي والمشرق العربي والخليج العربي بلا رادع، ماذا سيوقفه؟!! فقط عبر المواجهة حتى لو ادى ذلك الى حرب إقليمية، لذلك تشكيل غرفة عمليات مصرية وتركية وسعودية وإيرانية أصبحت ضرورة ملحة لحماية أمن هذه الدول وأمن هذه المنطقة، فهل سيكسر العرب مقولة الراحل حسني مبارك حين قال: "اذا كنت تعتقد ان العرب سيواجهون امريكا - إبئى آبلني"