أصبح مرهم أو لوشن المغنيسيوم في الآونة الأخيرة حديث مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يزعم بعض المؤثرين أن دهنه على القدمين قبل النوم يساعد في علاج الأرق وتحسين جودة النوم وحتى تهدئة الأطفال، لكن هل هذه الادعاءات حقيقية؟ وما الذي يقوله العلم والأطباء؟
انتشار واسع على الإنترنت
تنتشر مقاطع فيديو كثيرة على المنصات الرقمية تمدح هذا الكريم، حيث يؤكد بعض المدونين أنه يخفف من التشنجات الليلية ويُشعر بالاسترخاء ويحسّن المزاج. ووفقا لتقارير بحثية، تجاوزت مبيعات منتجات العناية بالبشرة المحتوية على المغنيسيوم 400 مليون دولار عام 2024.
دور المغنيسيوم في الجسم
المغنيسيوم عنصر أساسي في عمل العضلات، الجهاز العصبي، وعمليات الأيض. لكن لا توجد أدلة علمية مؤكدة تثبت إمكانية امتصاصه عبر الجلد ليؤثر على النوم.
رأي الخبراء والأطباء
يقول نيكولاس ثيودوساكيس، باحث وأستاذ في جامعة هارفارد، إن الجلد يمثل حاجزا واقيا وليس إسفنجة تمتص المعادن، ويرى أن الاسترخاء الذي يشعر به البعض قد يكون ناتجًا عن المساج أثناء الدهن وترطيب البشرة، وليس من امتصاص المغنيسيوم نفسه.
من جانبه، يؤكد جون وينكلمان، أخصائي النوم في هارفارد، أنه لا يصف هذا المرهم لمرضاه، لكنه لا يمنعهم أيضا من استخدامه، نظرا لأن تأثير البلاسيبو (الوهمي) قد يكون قويا جدا في مشكلات النوم.
المخاطر والحقائق المخفية
رغم أن هذه المنتجات لا تسبب أضرارا مباشرة للبشرة، إلا أن مشكلة أساسية تكمن في عدم خضوعها لرقابة صارمة من الجهات التنظيمية، ما يجعل المكونات الحقيقية غير مضمونة. والأطباء يجمعون على نقطة واحدة: المرهم لن يضر جسديا، لكنه قد يضر ماديا بجيب المستهلك.
مرهم المغنيسيوم للنوم قد يمنح شعورا مؤقتا بالراحة بسبب التدليك والترطيب، لكنه لا يُعتبر علاجا علميا للأرق أو اضطرابات النوم، وفي حالة وجود مشكلات مزمنة مثل متلازمة تململ الساقين، يوصي الخبراء باللجوء إلى طرق علاجية مثبتة علميا.