العلاقة بين ميكروبيوم الأمعاء والأرق.. اكتشاف علمي جديد قد يغير مستقبل علاج اضطرابات النوم
دراسات و أبحاث
العلاقة بين ميكروبيوم الأمعاء والأرق.. اكتشاف علمي جديد قد يغير مستقبل علاج اضطرابات النوم
16 آب 2025 , 12:33 م

كشفت دراسة أجراها فريق من جامعة نانجينغ الطبية في الصين أن اختلال توازن بكتيريا الأمعاء (الميكروبيوم) قد يشكل أحد العوامل الجذرية وراء الأرق المزمن، متجاوزا الأسباب التقليدية المعروفة مثل التوتر أو قلة الراحة أثناء النوم.
وقامت الدكتورة شانغيون شي وفريقها البحثي بتحليل بيانات 386,533 شخصا مصابين بالأرق، ومقارنتها ببيانات دراستين كبيرتين حول الميكروبيوم البشري شملتا 26,548 مشاركا، وأظهرت النتائج أن بعض الأنواع البكتيرية تزيد خطر الإصابة بالأرق، بينما تسهم أخرى في تقليل احتماله.
- بكنيريا تزيد احتمالات الأرق وأخرى تعزز النوم
توصل الباحثون إلى ما يلي:
14 مجموعة بكتيرية ارتبطت بزيادة احتمالية الإصابة بالأرق بنسبة تراوحت بين 1% و4%.
8 مجموعات بكتيرية ارتبطت بانخفاض خطر الأرق بنسبة تراوحت بين 1% و3%.
الأرق نفسه أثّر سلبا على الميكروبيوم، حيث أدى إلى:
انخفاض 7 مجموعات بكتيرية بنسبة تتراوح بين 43% و79%.
زيادة 12 مجموعة بكتيرية بأكثر من 4 أضعاف.
ومن أبرز الأنواع اللافتة للانتباه كانت بكتيريا Odoribacter، حيث تبين أن ارتفاع مستوياتها يرتبط بتحسن صحة الأمعاء وانخفاض معدلات الالتهابات، بينما تنخفض بشكل ملحوظ لدى المرضى الذين يعانون من:
التهاب الأمعاء المزمن (IBD).
السمنة.
السكري من النوع الثاني.
- هل يصبح تعديل الميكروبيوم مفتاحًا لعلاج الأرق؟
أكدت الدكتورة شي أن نتائج الدراسة تمهد الطريق أمام تطوير علاجات مبتكرة لاضطرابات النوم، من أبرزها:
البروبيوتيك: استخدام بكتيريا نافعة لتحسين توازن الأمعاء.
البريبيوتيك: ألياف غذائية تدعم نمو البكتيريا المفيدة.
زراعة ميكروبات البراز: نقل بكتيريا أمعاء من شخص سليم إلى مريض لتحسين التوازن الميكروبي.
لكنها أوضحت أن الدراسة لها بعض القيود، مثل:
اقتصار المشاركين على ذوي الأصول الأوروبية، رغم اختلاف الميكروبيوم بين الأعراق.
عدم دراسة تأثير النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني، وهما عاملان مهمان في صحة الأمعاء والنوم.
- صحة الأمعاء قد تكون المفتاح إلى نوم أفضل
نُشرت هذه النتائج في مجلة الطب النفسي العام، وأكدت أن العلاقة بين ميكروبيوم الأمعاء والأرق ثنائية الاتجاه؛ أي أن اختلال الميكروبيوم قد يؤدي إلى الأرق، والأرق بدوره قد يزيد من اضطراب توازن البكتيريا.
ويفتح هذا الاكتشاف آفاقا جديدة للبحث العلمي والتطبيقات الطبية، مما قد يغير مستقبل تشخيص وعلاج الأرق واضطرابات النوم عبر التركيز على صحة الأمعاء والميكروبيوم.

المصدر: صحيفة ديلي ميل البريطانية