تجاهل ترامب 714 يوم من  الإبادة في غزة وتذكر  يوم 7 اكتوبر فقط
مقالات
تجاهل ترامب 714 يوم من الإبادة في غزة وتذكر يوم 7 اكتوبر فقط
عدنان علامه
20 أيلول 2025 , 16:59 م


عدنان علامه - عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

تجاهل ترامب ما يحدث من عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي تحصل في غزة بعد السابع من أكتوبر، وقلل من أهميتها، وذلك في رده على سؤال حول تقرير الأمم المتحدة الذي خلص إلى ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة، قائلا: «لم أطلع على ذلك، الوضع شنيع ولا يمكن أن ننسى 7 أكتوبر، لكن من ارتكب إبادة جماعية كان في السابع من أكتوبر.

لقد كان 7 أكتوبر نتيجة مباشرة وردًا مشروعًا على خطة الإحتلال لمحو الفلسطينيين عن الخارطة ؛ فإن 7 أكتوبر كان عملية نوعية من عمليات المقاومة ضد قوات الإحتلال وفق القوانين الدولية.

لذا آمل منكم متابعة الأسباب التي أدت إلى 7 أكتوبر، آخذين بعين الإعتبار بأن القوانين الأممية والدولية، إعتبرت غزة مناطق محتلة وقرارات مجلس الأمن لا تسقط بالتقادم.

1- قرارات مجلس الأمن

1-1 قرار رقم 237 الصادر في عام 1967 بتاريخ 14 يونيو وفيه يدعو مجلس الأمن إسرائيل إلى احترام حقوق الإنسان في المناطق التي تأثرت بصراع الشرق الأوسط 1967 حيث يأخذ بعين الاعتبار الحاجة الملحة إلى رفع المزيد من الآلام عن السكان المدنيين وأسرى الحرب في منطقة النزاع في الشرق الأوسط.

2-1 قرار رقم 242 والصادر في سنة 1967 كنتيجة لاحتلال إسرائيل الضفة الغربية ومرتفعات الجولان وغزة وسيناء حيث ورد فيه ضرورة انسحاب القوات المحتلة من الأراضي التي احتلت في النزاع الأخير (حرب 1967).

2- ألغت إسرائيل حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره.

بتاريخ في 19 تموز/ يوليو 2018، أقر الكنيست الإسرائيلي قانون الدولة القومية لليهود في إسرائيل (بالعبرية: חוק יסוד: ישראל - מדינת הלאום של העם היהודי) وهو قانون أساسي إسرائيلي، يُعرِّف إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي (فقط) .

نص القانون

المبادئ الأساسيَّة:

#أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل.

#دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير.

#ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي.

3- تعيين نتنياهو ملكًا لإسرائيل لإقامة إسرائيل الكبرى

125 عاما على المؤتمر الصهيوني الأول.. أزمات وتحديات تنذر بتفكك الكيان المؤقت.

بتاريخ 28 و29 و30 آب/ أغسطس 2022 وعلى مدار 3 أيام أحيا قرابة 1400 شخص من قادة الحركة الصهيونية والنخب السياسية تقدمهم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في العاصمة السويسرية بازل الذكرى الـ125 لانطلاق المؤتمر الأول للحركة الصهيونية، حيث تزامن ذلك مع ما يزيد على 74 عاما على نكبة الشعب الفلسطيني وإطلاق فكرة الوطن القومي اليهودي.

وفي هذا المؤتمر الصهيوني الدولي قد تم تعيين نتنياهو ملكًا على إسرائيل لتنفيذ إسرائيل الكبرى. وبات نتنياهو يعرف ب

"BIBI THE KING".

4- إعلان نتنیاهو بتنفيذ إسرائيل الكبرى تحت ستار آلشرق الأوسط الجديد.

بتاريخ 23 سبتمبر/ أيلول 2023، ألقى نتنياهو كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ78، تمحورت حول آفاق وآثار التطبيع والسلام مع الدول العربية، ودوره في تغيير الشرق الأوسط.

وشملت الخريطة التي أظهرها نتنياهو مناطق مكسية باللون الأخضر الداكن للدول التي تربطها اتفاقات سلام مع إسرائيل أو تخوض مفاوضات لإبرام اتفاقات سلام مع إسرائيل.

وضمت المناطق المكسية باللون الأخضر دول مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن.

ولم تشمل الخريطة أي ذكر لوجود دولة فلسطينية، حيث طغى اللون الأزرق، الذي يحمل كلمة إسرائيل، على خريطة الضفة الغربية المحتلة كاملةً، بما فيها قطاع غزة.

تدارست قوى المقاومة الفلسطينية هذا الطرح الخطير الذي يهدد وجود الفلسطيني في أرضه بعد إلغاء حق إسرائيل تقرير َمصيره. فكانت 7 أكتوبر لتذكير المحتل بأن أهل الأرض لن يقبلوا بوجود المحتل على أرضهم.

ومن ناحية قانونية قام أصحاب الأرض بتنفيذ حقهم القانوني بالمقاومة ضد َ مغتصب الأرض؛ وكافة القوانين الدولية تضمن وتكفل ذلك الحق.

ولكن هذا العالم المنافق أدانهم.

وكلمة حق وحيدة قيلت في ذلك اليوم كانت َمن غوتيريش ولكن فيما بعد أدان الهجوم نتيجة الضغوطات الكبرى عليه ومطالبته بالإستقالة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن "الهجمات التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري "لم تأت من فراغ" مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني "خضع على مدى 56 عاما للاحتلال الخانق".

ولعل من أهم النتائج ل7 أكتوبر، أنها كشفت النوايا الحقيقية لإعلان تنفيذ خارطة الشرق الأوسط الجدي والتي أعلن نتَنياهو مؤخرا بأنه ينفذ إسرائيل الكبرى.

فبدأ نتنياهو بتنفيذ َما فعله النبي شاؤول مع العماليق

https://share.google/EYZlRbVtvT81UXl6B

وأهمها ما جاء فيه :

فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلًا وَحِمَارًا»." (1 صم 15: 3).

لقد نسفت أمريكا وإسرائيل القانون الدولي الإنساني، وحتى قوانين الحرب ومعاهدات جنيف و معاهدات الصليب الأحمر الدولي، وفعلا سفر صموئيل شاؤول.

نفذت حماس 7 أكتوبر في يوم واحد، ولا تزال إسرائيل ومنذ 714 يومًا وبدعم أمريكي كامل تنفذ مجازر بشكل يومي حيث تم نسف القانون الإنساني الدولي وبالأسلحة الأمريكية واستباح نتنياهو الدم الفلسطيني بعد وصفهم بل عماليق اليوم.

فتم تدمير البنى التحتية والمستشفيات والمدارس والبنى التحتية، وتستكمل إسرائيل اليوم عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بوتيرة بوحشية لامثيل لها وبأسلحة أمريكية بتدمير َما تبقى من أبراج سكنية بنايات ودور سكنية لتحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة فيه؛ في ظل منع الدواء والغذاء والماء والمحروقات.

أقرت الأمم المتحدة بأن ما يجرى في غزة هو إبادة جماعية؛ ولكن ترامب تجاهل ذلك كليـا وقال إن الإبادة حصلت في 7 أكتوبر.

فترامب شريك كامل لنتنياهو في كافة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي إرتُكِبت بحق الشعب الفلسطيني في غزة والدوحة وبحق الشعب اللبناني ويجب محاكمتهما لأن جرائم الحرب لا تموت بالتقادم.

وإنً غدًا لناظره قريب

20 أيلول/سبتمبر 2025