تقنية جديدة لحفظ الحمض النووي دون تبريد
منوعات
تقنية جديدة لحفظ الحمض النووي دون تبريد
22 أيلول 2025 , 12:02 م

أعلن فريق من خريجي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) عبر شركتهم الناشئة Cache DNA عن تطوير تقنية مبتكرة تسمح بحفظ الحمض النووي عند درجة حرارة الغرفة، دون الحاجة إلى المجمدات أو الثلج الجاف.

وداعاً لسلسلة التبريد

منذ أكثر من نصف قرن، ظل مجال التكنولوجيا الحيوية يعتمد على ما يُعرف بـ "سلسلة التبريد"، التي تمثل شرطاً أساسياً لنقل وتخزين العينات البيولوجية. لكن هذه التقنية الجديدة تعد بتجاوز هذا القيد التاريخي، مما يسهل تخزين ونقل العينات في أي مكان حول العالم.

يقول جيمس بانال، أحد مؤسسي Cache DNA: "لقد انخفضت تكلفة تسلسل الحمض النووي من 3 مليارات دولار للجينوم البشري الأول إلى أقل من 200 دولار اليوم. أصبح التسلسل والتخليق سريعين ورخيصين، لكن التخزين والنقل ظلا العقبة الأساسية. إنه يشبه امتلاك حاسوب خارق يحتاج إلى بطاقات مثقبة لإدخال البيانات."

بوليمرات زجاجية تحمي الحمض النووي

التقنية قائمة على استخدام بوليمرات خاصة تشكل بنية زجاجية كثيفة حول جزيئات الحمض النووي، مما يحميها من الرطوبة والإنزيمات التي قد تتلفها.

لاستخراج الحمض النووي لاحقاً، يعتمد العلماء على مزيج من السيستيامين ومنظف خاص.

ولإثبات قوة هذه التقنية، قام الفريق بتخزين مقطع موسيقي من فيلم حديقة الديناصورات (Jurassic Park) داخل الحمض النووي، ليبرهن على إمكانية حفظ البيانات بطرق مبتكرة.

من الأبحاث الميدانية إلى الأرشفة طويلة الأمد

في العام الماضي، وزعت الشركة أكثر من 100 مجموعة تجريبية للباحثين حول العالم. وقد استُخدمت هذه المجموعات في:

جمع العينات الميدانية في أماكن يصعب فيها استخدام التبريد.

الحفظ طويل الأمد للعينات الوراثية في المختبرات.

ويؤكد البروفيسور مارك بويت من MIT أن التقنية قد تفتح المجال أمام "إنشاء مكتبة ضخمة شبيهة بمشروع Google Books، ولكن للحمض النووي، حيث يمكن تخزين مليارات العينات الوراثية بأمان في درجة حرارة الغرفة."

فوائد على مستوى البحث الطبي والتشخيص

التخلي عن أنظمة التبريد سيجعل الأبحاث الطبية أكثر سهولة وأقل تكلفة، خاصة في الدول النامية والمناطق النائية. كما ستساهم التقنية في تسريع تطور الطب الشخصي عبر تمكين الوصول إلى عينات كانت صعبة النقل والتخزين سابقاً.

هذا الابتكار قد يغير قواعد اللعبة في الطب والبيوتكنولوجيا. فمن خلال التخلص من سلسلة التبريد، يمكن فتح المجال أمام ثورة جديدة في جمع، تخزين، ونقل العينات الوراثية، مما يعزز البحث العلمي ويجعل التشخيص والعلاج أكثر كفاءة على مستوى العالم.