.
"في هيئة الأركان يشكّون بأن الإنجازات في غزّة لم يعد لها قيمة فعلية".
"رأس السنة العبرية الجديدة لن يتميّز على الأرجح بأجواءاحتفالية خاصة.
في الواقع، يبدو أن موعدا ً آخرَ يلوح في الأفق بالفعل: الذكرى الثانية لحــ..ـرب 7 تشرين الأول/أكتوبر، التي ستُصادف بعد 15 يومًا".
أضاف:"إذا كان لدى البعض،بعد مرور السنة الأولى، أوهامٌ بخصوص نــ.ـصرٍ "إســـرائيـليٍّ" سريعٍ في القطـ.ـاع، فقد تلاشت تلك الأوهام، منذ زمن بعيد.
في الأسابيع الأخيرة، يكون الجيشُ "الإسـرائيـلي" في خضمّ عـ..ــمليـة برية جديدة هـ.ـدفُها السيطرةُ على مدينةِ غزّة.
لكن، خلافًا للوهم الذي تروّجه الحكومة، يشكّ جزءٌ كبير من الضباط في هيئة الأركان العامة وفي القيادات الأمامية في فرص تحقيق حسم حمـ..ـاس، ويشكّكون في مشروعية الحـ.ـرب في المرحلة الحالية".
ورأى هرئيل أن ما أسماه "النجاح النسبي" للجيش "الإســـ.ـرائيـلي"، "بعد الإخفاق الفادح في 7 تشرين الأول/أكتوبر، كان من المفترض أن يمنح المستوى السياسي سلّمًالِتسوية سياسية تُنهي الحرب.
لكن الحكومة، لأسباب ضغوط سياسية (حاجة نتنياهو لاستمرار القتال لتأجيل محاكمته، وأحلامه ضمَّ شركائه من اليمين المتطرف)، امتنعَت عن القيام بذلك".
وتابع هرئيل: "منذ ذلك الحين، تُنتج العـمليـة في غزّة ما يسميه الاقتصاديون: تناقصَ العائدِ الحدّي.
فالإنجازاتُ العسـ..ـكرية لم تَعُدْ توفرُ قيمةً حقيقية، في حين تتعلّمُ حمـ..ـاس كيف تعمل في حالتهاالجديدة. وفي هذه الأثناء، يظلّ السكانُ الفلسطينيون عالقين.
نحوُ نصفِ مليونٍ من السكانِ الذين تكدّسوا في مدينة غزّة قد فرّوا منهابالفعل.مناطق الملاجئ التي يُفترض أن تستقبلَهُم جنوبَ المدينة لا تستطيعُ فعليًا توفيرَ مأوىً حقيقيٍّ، أو ظروفٍ معيشةٍ مقبولة. ومئات المدنيين الفلسطينيين يُقتلون يوميًانتيجةً لهجمات الجيش "الإســرائيـلي".
وأردف هرئيل: "سِمةٌ بارزةٌ في الحـ.ـرب الحالية هي الدمارُ غيرُ المسبوقِ الذي يُخلِّفُهُ الجيشُ "الإســرائيـلي" في القطـاع.
ما تمّ فِعلُهُ في المراحلِ الأولى من المعركة تحت إشرافٍ محدّد من الأعلى فقد السيطرة منذ زمن.لم يعدالأمر ضربَ ممتلكاتٍ عسـكريةٍ لحمــاسَ فحَسْبُ، بل أصبحَ سياسةَ إحراقِ الأرضِ، والتدميرَ كعقاب.. في الضفّة الغربية.
يؤسّسُ"الإسرائيليون"الآن سرايا معدات ميكانيكية ثقيلة، ويتطوّعون للقتال في غزّة بترتيبات استثنائية.
الهـ.ـدفُ الظاهرُ هنا هو إبقاءُ خرابٍ مادِّيٍّ كبيرٍ، قدرَ الإمكان".
هرئيل نقل عن مصدر عسكري "إسـرائيلي" قوله:"ليس كلّ شيءٍ نابعٍٍ من أيديولوجية الضمّ والاستيطان.
"عندما لايكون للمهمةالعسكرية هـدفٌ حقيقيٌّ، وتزدادُ الشكوك، سيبذلُ القادةُ كلَّ ما في وسعِهم لإعادةِأكبرِعددٍمُمكنٍ من الجنود إلى البيت.
لا أحد يريد أن يتحمل العبء النفسيَّ، أو الأخلاقيَّ لوقوعِ المزيدِمن القتلى من المقاتلين".