كشفت مجلة BMJ Nutrition, Prevention & Health عن خطأ علمي كبير بعد أن نشرت في ربيع 2024 دراسة من جامعة لبنانية زعمت أن خل التفاح يساعد على فقدان الوزن عند تناوله يوميا، الخبر أثار ضجة عالمية وانتشر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، مسببا موجة من النصائح الصحية المضللة.

مراجعة تكشف أخطاء جسيمة

بعد بضعة أشهر، لاحظ علماء مستقلون وجود تناقضات في البيانات وعدم وضوح في المنهجية، الأمر دفع إلى مراجعة مستقلة ومحاولة إعادة التجربة، لكن النتائج لم تتطابق مع ما نشر. كما تبين أن البحث لم يتم تسجيله رسميا كما تقتضي قواعد المجلة العلمية، وهو شرط أساسي لضمان المصداقية والشفافية.

سحب المقال والاعتراف بالأخطاء

بناءً على التحقيقات، قررت المجلة سحب المقال بالكامل، بينما اعترف الباحثون بأخطائهم واعتبروها "هفوات"، مؤكدين موافقتهم على قرار السحب، وصرّح البروفيسور مارتن كولماير، رئيس تحرير المجلة، أن السماح بنشر البحث دون تسجيل مسبق كان خطأً، مشددا على أن التجارب السريرية الدقيقة ضرورية خصوصًا في مجال التغذية رغم صعوبتها.

أهمية التحقق في الأبحاث العلمية

القضية أثارت الجدل مجددا حول خطورة الاعتماد على العناوين الجذابة دون التحقق من صحة البيانات، فالعلم لا يقوم على الإثارة الإعلامية بل على قابلية التحقق وإعادة التجربة.

ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها التراجع عن دراسة أثارت اهتماما عالميا، ففي عام 2010 نُشرت دراسة حول بكتيريا قادرة على العيش في بيئة غنية بالزرنيخ، لكنها لاحقا اعتُبرت استنتاجات خاطئة بعد إعادة فحص الأدلة.