أظهرت أبحاث حديثة أن المشي لا يحسن اللياقة البدنية فقط، بل يلعب دوراً مهماً في تنشيط الدماغ وزيادة استجابته للأصوات. حركة الجسم تجعل الدماغ أكثر قدرة على التمييز بين الأصوات المفاجئة والخلفية، مما يعزز الانتباه والقدرة على التكيف مع البيئة المحيطة.
تجربة علمية توضح تأثير المشي على السمع
أجرى باحثون من جامعة تشجيانغ وجامعة فورتسبورغ تجربة نشرت في مجلة JNeurosci، شارك فيها 30 متطوعاً. خضع المشاركون لمراحل مختلفة: المشي على مسار على شكل الرقم 8، والوقوف ساكناً، والمشي في المكان، مع بث سلسلة من الأصوات بمستويات مختلفة.
نتائج التجربة:
1. زيادة استجابة الخلايا العصبية أثناء المشي
تبين أن ردود فعل الدماغ على الأصوات تتعزز بشكل ملحوظ أثناء الحركة، حيث كانت ذروتها مماثلة لزيادة حدة الصوت فعلياً. بمعنى آخر، المشي يعمل كوسيلة لزيادة حساسية السمع دون رفع مستوى الصوت الفعلي.
2. تأثير اتجاه الحركة على التركيز السمعي
لاحظ الباحثون أن دوران الجسم إلى اليمين يزيد أولاً من استجابة الأذن اليمنى للصوت، ثم يتحول الانتباه تدريجياً إلى الأذن اليسرى. هذا ما يمكن تسميته بـ "التبديل القنوي" الذي يساعد الدماغ على التوجيه المكاني بشكل أفضل.
3. الاستجابة للأصوات المفاجئة
عند إدخال نبضات صوتية حادة خلال التجربة، أظهر الدماغ استجابة مميزة خاصة أثناء المشي، وكان التأثير أقوى عندما وصل الصوت إلى أذن واحدة فقط.
الآلية العصبية وراء تحسين السمع أثناء المشي
يعتقد الباحثون أن الدماغ قادر على تصفية الضوضاء المتوقعة، مثل صوت خطواتنا، مع التركيز على الأصوات المفاجئة المحيطة. هذا يمنح الإنسان ميزة تطورية، تتمثل في ردود فعل أسرع وحركة أكثر أماناً في بيئة متغيرة.
باختصار، المشي لا يجعلنا نسمع أعلى صوتاً، لكنه يجعلنا نسمع بذكاء أكبر.