اعتقد انه في طور إعادة التدوير و التفعيل استعدادا الانطلاق من جديد مبدئيا إلى آسيا الوسطى بالتنسيق المنظمات المتواجدة هناك و رؤوسها التي تمركزت في سورية و بمناصب قيادية عسكرية مهمة حيث المنازلة القادمة لضرب الصين و منطقة الاوراسيا وربما الاتحاد الاوروبي لاحقا ،لان هذه الجماعات اصبحت عمليا من نسيج هذه المجتمعات بعد موجات الهجرة منذ عام 2011.م
ما هو دور النظام السياسي اليوم في سورية في كل ذلك .؟ ربما يسعون ان تكون في دمشق مركز عمليات القيادة المركزية للبروكسي و بالتنسيق مع القيادة الوسطى العسكرية الأمريكية المتواجدة في إمارة قطر تحضيرا للمعركة التي تضع نهاية مشروع الصين و من معها .. و الخبر الذي مر دون كثير من الضوضاء مفاده ان ترامب يريد إعادة السيطرة على قاعدة باغرام الافغانية ليس تصريح في الهواء .. إضافة لدخول عامل اذربيجان التي خرجت من الفلك الروسي ودورها القادم في إعادة محاولة إسقاط النظام السياسي في إيران و يبقى السؤال دور الهند المرجح والاهم على الاطلاق وعلى اي جانب سوف تميل ؟… اذا ربما من سوريا وشرقا هو مسرح العمليات القادم ، ربما يقول قائل ان هذا نوع من الهذيان والخيال .. بالمقارنة بما حصل بعد السابع من تشرين (طوفان الاقصى) وانقلاب موازين القوى مئة وقوانين درجة ايضا كان ضربا من الخيل ثم ان هذا كله ثورة عمل مراكز الأبحاث الغربية التي تضع الخطط الاستراتيجية و سيناريوهات لمئة عام قادم وليس ( لمة عرب) ومنسف.!!!
كان العالم اكثر استقرارا وبلا فوضى و زلازل سياسية
كان صراع سياسي ايديولوجي بين معسكرين سوفيتي و أمريكي ظهرا كنتاج الحرب العالمية الثانية و بدأت الدعاية الغربية تضخ اسلحتها الإعلامية محذرة من الخطرالاحمر السوفيتي (الشيوعية) القادم ، الذي يريد اجتياح العالم بمعني صراع تزلي بين الخير والشر كل حسب رؤيته ومفهومه و كان الصراع باسلوب مختلف ، أحيانا على شكل انقلابات حركات ثورية محلية و تنافس استخباراتي يصحبه بعض السخونة أحيانا كما جرى في شرق آسيا ، آفريقيا و امريكا اللاتينية و ساخناً احياناً كالحرب الكورية ، و مباشر كالدخول السوفيتي إلى افغانستان و ازمة الصواريخ السوفيتية في كوبا.
مع بداية الالفية الثانية زال الاتحاد السوفيتي و معه الخطر الاحمر و كان لا بد من تجهيز او اختراع خطر جديد لاستمرار الحروب و جني الاموال لتبقى كارتيلات الاسلحة ، كانت بريطانيا تجهز و تبلور صناعته من خلال احتضان منظمات الاسلام السياسي المنافسة للمد القومي الناصري و البعث بجماعات اشد عنف تعتمد بإيديولوجية دينية متعصبة منحرفة بدعم امريكي و سعودي كان اول تجربة لها في افغانستان في محاربة الجيش السوفيتي و نظام نجيب الله المدني الاشتراكي ، سقط نجيب و خرج الجيش السوفيتي إلى و ظهرت مجموعة ما عرف بالعرب الافغان (المجاهدين ) ، لاحقاً تحولت لتنظيم " القاعدة " اي تم وضع الاساس لتنظيم لا يعترف بحدود جغرافية تؤطره و تطور الامر مع التفرد الامريكي بمصير العالم في حين تبلور الاتجاه العالمي لبعض القوى لإنشاء اقطاب موازية خلال عقد و نيف من الزمن فكان مقابل تسارع استخدام هذه الحركات الإسلامية المتشددة التي اكتسبت خبرة في القتال ضد الانظمة و بتكليف من حكومة العالم بواسطة الاستخبارات بتدمير او اخضاع و تطويع الانظمة التي بقيت تغرد خارج السرب الأنغلوسكسوني ثم تطور المشروع و اعلنت هذه المجموعات مبدأ "الجهادية العالمية" منطلقها الخلافة الإسلامية باسلوب العنف بالقتل ، الغزو و الترهيب و هو ما عُرف بالاسلام (الكيسينجري) برعاية وحماية و توجيه اجهزة الاستخبارات التي تتبع له
عمليا اليوم كل من جبهة النصرة و داعش و بقية الفصائل الجهادية في ادبياتها تهدف إلى قيام خلافة إسلامية التي تبدأ بنظرية التمكين في الدول العربية إلى الدول الإسلامية اي فرض السيطرة بالمفهوم العقائدي الدكتاتوري وصولا إلى فتح بلاد (الكفار ) ، عندها يعلن العالم الغربي الخطر الاخضر الداهم على البشرية ممزوجا بصراع الحضارات والاديان ليحل مكان الخطر الاحمر و يستمر صراع الخير والشر .
باكورة استثمار المشروع الغربي في هذه الجماعات كان تفجير البرجين كيف و من وراء ذلك هذا امر آخر
كان نقطة التحول لرسم عالم جديد وسيلة لغزو افغانستان ثم العراق و مشروع الشرق الاوسط الجديد (الفوضى الخلاقة) وإتهام تنظيم القاعدة ذراعه الطويلة او (طفله الانبوبي) ، و من ثم تخلصوا من الرعيل الاول بكل ما يحمل من اسرار من" ابن لادن" مرورا "بالبغدادي" الزرقاوي و الظواهري مع استمرار تاهيل امراء جدد للمرحلة التالية من المشروع ، تكاثرت هذه الفصائل و المجموعات و بشكل مذهل من حركة "أبوسياف" في الفلبين الى بوكو حرام "الصومال , مرورا بمنطقتنا و وسط و شرق آسيا و القوقاز
و بدات نظرية "كيسينجر” تجد مكانها على ارض الواقع القائمة على نظرية:"سوف نخترع لهم اسلام يقاتلون به أعداءنا من اجل تحقيق مصالحنا و هو ما يعرف بحروب "بالبروكسي" بدليل ان (جهاد) هذه المجموعات او التنظيمات ، اما جهاد هذه التنظيمات مثلا لإسقاط النظام في اندونيسيا له اولوية عن فلسطين التي هي اهم قضايا الامة حتى لا يكاد نسمع في ادبياتهم مصطلح الاحتلال الاسرائيلي منذ ال 2011م ، و ما قبله حتى يومنا هذا و يحق لنا السؤال- كم فتوى لمشايخهم صدرت للجهاد في فلسطين و فرض عين مساندة غزة مثلا و مازالت و الدماء انهار ..؟ بينما فتوى القرضاوي كمثال بشرعنة عدوان ناتو (الكفار) في قصف ليبيا و مساعدة هذه التنظيمات ثم فتوى الاخواني مرسي و إعلانه الجهاد في سورية بينما غزة على مرمى حجر من قصره و الرسالة الذي ارسلتها بادئاً بديباجة "صديقي العزيز رئيس وزراء اسرائيل شمعون بيريز" آنذاك مرفقة بتعيين سفير لمصر .
في الواقع المرجعية لكل هذه الفصائل هو تنظيم الاخوان العالمي تحت مظلة بريطانيا السياسية والاستخبارتية و تنسيق امريكي اذا هو تنظيم عالمي و ليس عربي هو بمثابة جناح العولمة الإسلامي مقابل تيار العولمة الغربي ، بل هو الذراع القوي في تنفيذ اهداف الغرب ، واضح التناغم بين هذين التيارين العولمة المادية الاقتصادية التى يتزعمها الغرب معتمدا على مبادىء ( الحرية و الديمقراطية) و اهمها حرية الفرد لإدخال مفاهيم و قوانين خارج الطبيعة البشرية في كل شيء ، الزواج المثلي تحطيم روابط الاسرة و كسر كل المحرمات الاجتماعية والإنسانية بتشكيل و بدعم مالي و سياسي لجمعيات (الأن جي اوز ) و صناعة الاوبئة مثل *الكوفيد *
و تيار يستخدم الاسلام السياسي العنيف المتعدد الجنسيات و نرى هذه الفصائل بجنسيات متعددة عمليا (أممية) اجتمعوا على فكرة (الجهاد ) و بالمناسبة ربما استفادوا من تجربة تشي غيفارا و رفاقهم من جنسيات مختلفة و ضمتهم فكرة التحرر من الإستعمار ، لكن هؤلاء فكرتهم تحطيم الدول و المجتمعات المدنية المتعددة ذات الطابع الإسلامي او الغالبية و تكمن مهمتها وحدة المذهب و ربما تهجير بعض الاقليات الى الغرب العجوز و اخضاع بعضها كمرتدة او تصفيتها نهائيا لذلك نرى اسلوب الرعاية و التنسيق مع الحصانة و الدعم من جهة من الغرب و بنفس الوقت هم عنده رهائن لوائح الارهاب كي لا ينقلبوا عليه إن اشتد عودهم و تمكنوا ...
التنسيق و وحدة الهدف شكلا علامة فارقة بين التيارين و بشكل فاضح و مخزي في ليبيا ، الناتو يقصف و يدمر البنية التحتية لليبيين كانت المجموعات التكفيرية تتحرك على الارض بالتواصل العملياتي مع قيادة الناتو ، و من ثم غرف " الموك " في لبنان ، تركيا و الاردن المعروفة لإسقاط سورية مع الدعم المالي الهائل الخليجي بأمر من رعاتهم ، تنظيم الاخوان عالمي لا يعترف بالدول الوطنية و الحدود و بالتالي فرض مبادئه الاسلاموية السياسية بالوصول إلى السلطة هو هدف (الربيع العربي) ما بشرنا به "حسين اوباما" بعد الاتفاق مع التنظيم و من على منبر جامعة القاهرة بدعم و قرار الدولة العميقة لبدء مشروع الربيع المشووم في كل البلدان الوطنية و التي في دساتيرها شيء من قوانين وضعية يكفل الحريات الاجتماعية و الشخصية و تحكمها مؤسسات و مجالس منتخبة نوعا ما.
و ظهر في تلك المرحلة فتاوى بعض المشايخ و محاولتهم كسر المحظور في تحليل العلاقة الجنسية الغير سوية للتقليل من الانجاب و هو ما يتماهى مع تيار العولمة و فتاوى القتل الممنهج و التطهير العرقي و الطائفي اي تحويل المجتمعات الى مستنقعات من لون واحد تاكل و تشرب و تنام يسيطر على مقدراتها و عقولها الغرب .
ثم ما هو سري التلاقي و التحالف مع قوى الإستعمار الغربي صدعوا رؤوسنا بوجوب محاربته لما سبب لنا من مصائب و نهب مقدرات شعوبنا و بموجب عقيدتهم أنه كافر..؟ فقط الواهم والمغسول دماغه يرى في هذه الدول نصير ضد الظلم و القمع و التخلف و سوء العيش ،فهل بريطانيا التي تاريخها يتكلم عنها ، فرنسا مثلا التي انشئت متحف جمامج اخوتنا التكرار و الثوار الجزائريين و امريكا التي ابادت شعب بكامله من الهنود الحمر و قتلت ما يقارب مليوني عراقي و خمسة ملايين فيتنامي .
في عقيدة تنظيم الاخوان و هذه الحركات الديمقراطية بدعة و لا حرية التعبير و الحرية الفردية و لامجتمعات متنوعة مع انتخابات و كيف لا و هدفهم النهائي حتى بالشكل و اللباس ارجاعنا والزمن الى عصر الفتوحات و تحويل الخلافة الى وراثة سياسية ، في تاريخ الامم لم يحدث ان يكون المستقبل في تاريخ مضى عليه اكثر من ست عشرة قرن..! هنا السر و الحقيقة االتي لا يريد ان يراها او تعترف بها النخبة الفكرية و نتذكر "فسطاطي ابن لادن" الشر والخير بمنظوره و إن نجح هؤلاء و من وراءهم بالاخذ بدعوة و نظرية ابن لادن و الظواهري ، اما في حال الامور عن السيطرة ، او سمح له بالخروج عن السيطرة بعد التمكين اولا وارد و هنا تحضر مقولة تشيرشل الشهيرة "العربي او المسلم يمكنك استئجاره و لكن لا يمكنك شراءه."حينها يبدأ الصراع مع " الخطر الاخضر" و اول من سوف يقاتله هي الهند مع دول الغرب بوصفه عالم إرهابي متخلف
لذلك سيكون العالم الإسلامي ساحة و وسيلة بالنسبة العالم الغربي و حلفائه و وقود جاهزة للاشتعال عند يصدر الامر ، إما ساحة حرب ما بين ما تبقى من قوى و اقطاب ناشئة خارج هذه المنظومتين وهم قوة لا يستهان بها ، مثل الصين و روسيا كون مجتمعاتها متنوعة فيها مجموعات مسلمة و عرقية ايضا.
نحن نعيش حاليا حجري رحى لتيارين احدهما رأسمالي متوحش يدعم تيار عولمة الرعب الاسلاموي بأيديولوجية دينية متعصبة تسعى للحكم المطلق و تحويل المجتمعات الإسلامية و العربية إلى شركة خدمات لا أكثر للسيد الغربي و ما إن يتمكنوا من تثبيت سيطرتهم نصبح مجرد ارقام او وسيلة وايدي عاملة لحكومة تيار العولمي الغربي و نخبة النخبة ما سمي بالمليار الذهبي.