مسرح العرائس على حقيقته
مقالات
مسرح العرائس على حقيقته
علي وطفي
14 تشرين الأول 2025 , 21:22 م


ها هو صاحب العالم الاستاذ (الفاضل ) يقود العرب والمسلمين من شرم الشيخ ام الدنيا مصر التي منحته قلادة النيل العظيم. وبعد ان خص أنظمة الخليج بعدم الاحترام من خلال الاشارة بكثرة أموالهم فإن ضخ المليارات للشركات الامريكية والاسرائيلية بإشراف صهر ترامب، لإعادة إعمار غزة بلاحدود ، اما انا ، ابحث عن توقيع نتنياهو على الوثيقة الترامبية ،إنه نتنياهو الذي لن يضع توقيعه على اتفاق الإنتهاء من استباحة دماء الفلسطينيين والعرب ووضع حد لمشروع اسرائيل العظمى هي وثيقة قد تنتهي مع غياب ترامب عن المشهد ، ربما قريبا بسبب مرض جنون العظمة و المؤتمر لا يستاهل الكتابة عنه سوى بضعة سطور اما عودة لورنس( توني العرب) بشحمه و لحمه وكل مفاسده إلى الواجهة فلا يبشر بخير على الإطلاق.

قال: ( لورنس العرب ) عن نفسه في كتابه *أعمدة الحكمة السبعة*

لو قيض للحلفاء أن ينتصروا فإن وعود بريطانيا للعرب لن” تكون سوى حبر على الورق ولو كنت رجلا ًشريفا و ناصحا أمينا لصارحتهم بذلك و سرحت جيوشهم و جنبتهم التضحية بأرواحهم في سبيل أناس لا يحفظون لهم ذمة ...اما الشرف فقد فقدته يوم أكدت للعرب بأن بريطانيا ستحافظ على وعودها ....اني أكثر ما أكون فخرا اًن الدم الإنكليزي لم يسفك في المعارك التي خضتها لان جميع الأقطار الخاضعة لنا لم تكن تساوي في نظري موت إنكليزي واحد .... لقد جازفت بخديعة العرب لاعتقادي ان مساعدتهم ضرورية لانتصارنا القليل الثمن في الشرق لأنني كنت ارى ان كسبنا للحرب مع الحِنث بوعودنا أفضل من عدم الانتصار.” يعود لورنس اليوم

توني العرب) مستشار رؤساء عرب وثعلب تفخيخ الانظمة إلى غزة المدمرة و)

حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشفقة أن حماس و إسرائيل اتفقتا على تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إنهاء الأعمال العدائية و وافقت الحركة على إطلاق سراح جميع الرهائن و تسليم جثث القتلى بينما وافقت تل أبيب على سحب القوات إلى الخطوط المتفق عليها و إطلاق سراح مئات الفلسطينيين من السجون ، بمن فيهم المحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة بتهمة الإرهاب.

اولا- لو اراد الرئيس الأمريكي ان يكون حقا "صانع سلام" نبيل ، كان من الضروري القيام بشيء واحد بسيط بمجرد اندلاع العدوان ان يوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة و الذخيرة، لانه بدون دعم واشنطن لم تكن إسرائيل نفسها قادرة على العدوان والاجرام في غزة والابادة و على عدة جبهات اخرى إنما بعد حجم الجرائم والشهداء والتهجير داخل القطاع إنه شريك في الاجرام.

اما وقد خرجت مفاوضات ما وراء الكواليس إلى اتفاق التسوية ، التي قادها المفاوض (الظل) كما تسميه وسائل الإعلام الآن , اي صهر ترامب جاريد كوشنر و رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي يتحضر لقيادة (مجلس السلام ) أيدتفخيخ غزة و بعد تاريخه الاسود الحافلة في العراق وليبيا، بدعم الولايات المتحدة منصب "الحاكم المؤقت" لغزة ، الذي يجب أن يحكم قطاع غزة بعد وقف العدوان و انسحاب حماس من المشهد سياسيا و إداريا من هناك ، كانت قد بدأت التقارير تكتب عن ذلك في نهاية أيلول حيث كان "بلير' قد شارك في التسوية الفلسطينية الإسرائيلية متعددة الأطراف (ما يسمى "اللجنة الرباعية للشرق الأوسط") ، وتطوير مشاريع الإصلاح و وضع خرائط الطريق للصراعات الدولية الأخرى ، كما تمكن من ترسيخ جذوره في حاشية دونالد ترامب ، حيث وجد رئيس الوزراء البريطاني السابق الدعم في شخص صهر الرئيس الأمريكي عضو جماعة الضغط غاريد كوشنر ، الذي قدم له المشورة بشأن قضايا الشرق الأوسط منذ عام 2017. بمعنى ما ، بلير و ليس ترامب ، هو المطور الحقيقي للخطة الجديدة لتسوية طويلة الأمد للوضع في غزة ، حيث تم اقتراح المخطط الرئيسي الصفقة بمفهوم ترامب "الصفقة" ومشروع "مجلس السلام" من قبل الجانب البريطاني.

كما كتبت صحيفة جورنال الإيطالية في مقال بعنوان "مهمة توني العربي او توني بليير مهام "بصفته مبعوثا خاصا للأمم المتحدة للشرق الأوسط منذ عام 2007 ، وهو نفس العام الذي سيطرت فيه حماس على قطاع غزة ، يمكن لبلير الاعتماد على شبكة كثيفة من الاتصالات والأصدقاء المؤثرين في المنطقة ومن بين هؤلاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، الذي يعرفه منذ عام 1990 ، و ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان و العاهل الأردني الملك عبد الله قربه من كوشنير لا يقل أهمية.

في مقابلة في مؤتمر 2019 ، وصف صهر ترامب بلير بأنه " صديقي العزيز و مستشار جيد في العديد من القضايا.”كتبت صحيفة الجارديان الإنجليزية:" في قلب هذه المناقشات كان يوجد بلير ، الذي يجب أن ينضم إلى مجلس السلام أو الحكومة المؤقتة ، التي ستشرف على إدارة الفلسطينيين المشاركين في تنفيذ خطط إعادة الإعمار و يتعين على بلير إقناع السلطة الفلسطينية بأنه لا يقترح تسوية استعمارية و هو ما تخشاه وفقا لرئيسة الوزراء السابق و لكن من غير المرجح أن يتولى هذه المهمة ما لم تكن لديه سلطات حقيقية ، وهو ما لم يمنح ، في رأيه ، عندما كان ممثلا خاصا للشرق الأوسط في المجموعة الرباعية."

ثم تكشف الصحيفة ، التي تذكر "التسوية الاستعمارية" ، عن غير قصد عن الخطط السرية لبريطانيا ، التي كانت دائما مكيدة في الشرق الأوسط. لذلك و من الواضح أنه وراء الكلمات الرنانة حول السلام التي تمكن ترامب من تحقيقها ، في الواقع يتم إخفاء الخطط المبيتة للأنغلوساكسون للحفاظ على هيمنتهم في هذه المنطقة المهمة استراتيجيا

إنها "باكس أمريكانا" هو ما وصفته البوابة الإيطالية أنتيديبلوماتيكو بنموذج ترامب الحالي للاستيطان في الشرق الأوسط. كتب مؤلف المقال أليكس مارساغيليا:" من المهم أن في حال نجح باكس أمريكانا ، فإن هذه اللحظة (أي الصراع) ستؤجل لفترة فقط ، لكن الديناميكيات لن تتغير ، لأن اختلال توازن القوى بين إسرائيل وفلسطين للأسف ، مستمر."لقد استعادت قوات الأمن التابعة لحماس وفصائل المقاومة بالفعل السيطرة وتوفير الخدمات العامة في أراضي قطاع غزة ، والتي انسحبت منها إسرائيل بالفعل ويجري تحسين عمل الشرطة وحركة المرور على الطرق والرقابة الإدارية.

ارتفعت نسبة أراضي قطاع غزة التي تسيطر عليها حماس بعد بدء انسحاب القوات الصهيونية من 13٪ إلى 47 ٪ ، وهناك مراحل أخرى من انسحاب جيش العدو ، وبعد ذلك سيتم استعادة نسبة من السيطرة ، ولكن هذا بشرط عدم تعطيل الاتفاق وإذا لم تستأنف إسرائيل الحرب بعد تسليم جميع رهائنها.

أفادت صحيفة ديلي تلغراف أن بلير الذي اسس معد دراسات سياسية (راعي) القطاع وقع صفقة بقيمة 9 ، 000 ، 000 دولار مع الحكومة السعودية ونقلت المقالة عن متحدث رسمي قوله إنه في حين لم يكن المعهد ملزماً بالكشف عن المانحين أو التبرعات ، فقد أكدوا تلقيهم تبرعا من شركة ميديا إنفستمنت المحدودة ، و هي شركة تابعة للمجموعة السعودية للأبحاث و لتمويل عملهم من أجل التحديث و الإصلاح العمل من أجل حل إقليمي لعملية السلام ، و كذلك على الحكم في أفريقيا و تعزيز التعايش الديني أكد معهد توني بلير أنه تلقى تبرعات من وزارة الخارجية الأمريكية والمملكة العربية السعودية.

في عام 2024 ، قدم المعهد عملا مدفوع الأجر للنظام في أذربيجان.

ذكرت صحيفة الغارديان في نيسان 2025 أن إحدى أكبر الجهات المانحة للمعهد هي المؤسسة الخيرية “لاري إليسون” مؤسس شركة تكنولوجيا الكمبيوتر” أوراكل” ، التي قدمت أكثر من 52 مليون دولار في عام 2023 و وعدت بمبلغ 163 مليون دولار أخر.

إنه زمن سلام القوة و وزارة الحرب الامريكية و الكل يسارع للتطوع جندياً في قواتها.