أطلقت شركة SpaceX في 16 أكتوبر 2025 صاروخها الشهير Falcon 9 من قاعدة فاندنبرغ التابعة لقوات الفضاء الأمريكية في ولاية كاليفورنيا، حاملاً مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية التي ستنضم إلى شبكة الاتصالات والمراقبة العسكرية الأمريكية.
ويُعد هذا الإطلاق خطوة محورية ضمن مشروع فضائي ضخم يهدف إلى بناء بنية تحتية دفاعية متقدمة في المدار الأرضي المنخفض.
برنامج PWSA: شبكة عسكرية متعددة الطبقات
يأتي هذا الإطلاق ضمن إطار برنامج PWSA – Proliferated Warfighter Space Architecture، الذي يشرف عليه وكالة تنمية الفضاء الأمريكية (SDA).
يهدف البرنامج إلى إنشاء شبكة متعددة المستويات من الأقمار الصناعية لتوفير:
اتصال سريع وآمن بين وحدات الجيش في مختلف أنحاء العالم.
مراقبة دقيقة لعمليات الإطلاق الصاروخي في الوقت الحقيقي.
تنسيق البيانات التكتيكية عبر أقمار النقل والمراقبة.
يتكوّن النظام من طبقتين أساسيتين:
1. الطبقة النقلية (Transport Layer) — مسؤولة عن الاتصالات ونقل البيانات.
2. طبقة المراقبة (Tracking Layer) — مخصصة لاكتشاف التهديدات الصاروخية المبكرة ومتابعتها.
مهمة T1TL-C التي حملها صاروخ Falcon 9 تُعتبر جزءا أساسيا من المرحلة الأولى لبناء الطبقة النقلية ضمن البرنامج.
تفاصيل الإطلاق
تم الإطلاق في الساعة 02:06 صباحا بتوقيت موسكو (15 أكتوبر، الساعة 16:06 بتوقيت المحيط الهادئ) من منصة SLC-4E في قاعدة فاندنبرغ الجوية.
وبعد تسع دقائق فقط من الإقلاع، هبطت المرحلة الأولى من الصاروخ بنجاح على السفينة ذاتية القيادة Of Course I Still Love You في المحيط الهادئ — لتسجل بذلك رحلتها السابعة بعد استخدامها سابقا في مهمات SDA وStarlink.
تفاصيل المهمة
سارت المهمة وفق الخطة تماما، فبعد انفصال المراحل، تولت المرحلة العليا إيصال الأقمار الصناعية إلى المدار المحدد بدقة.
تم نشر جميع الأقمار بنجاح، وأجرت اختبارات اتصال أولية أثبتت سلامة الأنظمة.
ويُعد هذا الإطلاق الثاني في سلسلة Tranche 1 Transport Layer، ويمثل الإطلاق رقم 49 لشركة SpaceX من كاليفورنيا خلال عام 2025.
الحمولة: 21 قمرا صناعيا من Lockheed Martin
حملت مهمة T1TL-C (Tranche 1 Transport Layer – C) 21 قمرا صناعيا من إنتاج شركة Lockheed Martin لصالح وكالة SDA.
وهذه المهمة تُعد الثانية من أصل عشر مهمات ضمن المرحلة الأولى من برنامج PWSA.
تتميز هذه الأقمار الصناعية بقدرتها على:
نقل البيانات عبر روابط اتصال ضوئية بين الأقمار (OISL) في نطاق Ka-band.
إعادة توجيه حركة البيانات تلقائيا لضمان استمرار الشبكة حتى في حال تعطل بعض الأقمار.
دعم عمليات القيادة والسيطرة التكتيكية في الوقت الفعلي.
تفاصيل إضافية عن شبكة الأقمار الصناعية
تضم المرحلة الأولى من المشروع 126 قمرا صناعيا، طُوِّرت بواسطة شركات كبرى مثل:
Lockheed Martin
York Space Systems
Northrop Grumman
وإلى جانب الأقمار الخاصة بالاتصال، تضم المجموعة أقمارا للمراقبة المبكرة مهمتها اكتشاف إطلاق الصواريخ الباليستية وتقديم تحذيرات فورية للقيادة الأمريكية.
أهمية الإطلاق الاستراتيجي
يمثل نجاح مهمة T1TL-C تقدمًا كبيرًا في بناء شبكة الاتصالات العسكرية الأمريكية المستقبلية، التي تهدف إلى:
دمج البيانات التكتيكية من الأقمار الصناعية المختلفة في شبكة موحدة.
ضمان الاتصالات المستمرة حتى في حالة الهجمات السيبرانية أو تعطيل بعض الأقمار.
دعم القيادة العسكرية الأمريكية بقدرات مراقبة وتحليل لحظية في ميادين العمليات.
ويتوقع أن تدخل أولى القدرات التشغيلية للشبكة الخدمة بحلول عام 2027، لتشكل جزءًا أساسيًا من نظام الدفاع الفضائي الأمريكي.
أين يمكنك مشاهدة الإطلاق؟
تتوفر تسجيلات بث مباشر لإطلاق Falcon 9 عبر:
القناة الرسمية Spaceflight Now على موقع YouTube،
والموقع الرسمي لشركة SpaceX.
