مصانع دم شبيهة بالأجنة تمهد لمستقبل بلا نقص في الدم
منوعات
مصانع دم شبيهة بالأجنة تمهد لمستقبل بلا نقص في الدم
20 تشرين الأول 2025 , 15:56 م

تمكّن فريق بحثي من جامعة كامبريدج من تطوير تجمعات خلوية قادرة على إنتاج خلايا دم بشرية في المختبر، في خطوة قد تُحدث ثورة في علاج أمراض الدم مثل اللوكيميا واللمفومة، وتُخفّف الاعتماد على التبرع بالدم في المستقبل.

ما هي "المصانع الدموية" الجديدة؟

يطلق الباحثون على هذه البُنى الخلوية المجهرية اسم "الهيماتويدات" (Hematoids)، وهي هياكل تشبه الأجنة في مراحلها المبكرة، لكنها تُنتَج من خلايا جذعية بشرية متبرع بها.

ورغم تشابهها مع الأجنة، إلا أنّها تفتقر إلى الأنسجة الحيوية الأساسية مثل الكيس المحّي والمشيمة، مما يجعلها غير قادرة على التطور الكامل إلى جنين.

كيف تعمل الهيماتويدات؟

بحسب الباحثين، تبدأ هذه الهيماتويدات خلال اليوم الثامن من تكوينها في إنتاج خلايا قلبية نابضة تعمل على تدوير السوائل داخلها، وبعد أسبوعين فقط من الحضانة في بيئة سائلة خاصة، تبدأ بإنتاج خلايا دم حمراء وبيضاء تماما كما تفعل الخلايا الجذعية الموجودة في دم الحبل السري.

وقد عبّر الباحث جيتش نيوبان (Jitesh Neupane) من جامعة كامبريدج عن سعادته بالاكتشاف قائلا: "كان مشهد اللون الأحمر القاني يظهر في الطبق لحظة مثيرة للغاية – يمكن رؤيته بالعين المجردة. لقد وفّر هذا نموذجا مذهلا لفهم كيفية تشكّل خلايا الدم طبيعيا أثناء نمو الجنين البشري."

فوائد علمية وطبية واعدة

تُعدّ هذه التقنية أكثر كفاءة مقارنة بالطرق السابقة التي كانت تتطلب تغذية مستمرة بعوامل نمو وبروتينات مكلفة. أما الهيماتويدات الجديدة فهي قادرة على دعم نموها الذاتي دون تدخل خارجي كبير.

ويشير الباحثون إلى أنّ هذه النتائج تمهّد لتطبيقات طبية مستقبلية، منها:

تطوير علاجات تجديدية تعتمد على خلايا المريض نفسه لإصلاح الأنسجة التالفة.

اختبار الأدوية وتأثيرها على تكوين الدم في مراحل مبكرة.

دراسة أمراض الدم والمناعة مثل اللوكيميا بشكل أكثر دقة.

مستقبل البحث العلمي

رغم أن الهيماتويدات لا تزال في مراحلها التجريبية الأولى، إلا أنّ فريق جامعة كامبريدج يرى فيها خطوة جوهرية نحو تصنيع الدم البشري في المختبر بطريقة آمنة ومستدامة.

ويؤكد عالم الأحياء التطورية عظيم سوراني (Azim Surani) قائلا:"القدرة على إنتاج خلايا دم بشرية في المختبر تمثّل تقدما حقيقيا نحو مستقبل العلاجات التجديدية التي يمكنها استخدام خلايا المريض نفسه لإصلاح الأنسجة التالفة وتجديدها."

المصدر: موقع ScienceAlert