أصبحت شوكولاتة دبي في عام 2025 ظاهرة عالمية اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي بفضل عشرات المقاطع الفيروسية التي انتشرت بسرعة هائلة.
فمنذ بداية العام، ضجّت منصات مثل تيك توك وإنستغرام بمقاطع لباحثين ومدونين من جميع أنحاء العالم يتذوقون هذا الحلوى المبتكرة بانبهار واضح.
لكن ما الذي جعل هذه الشوكولاتة تحديدا تكتسب كل هذا الزخم؟
الإجابة جاءت من عالم النفس التجريبي في جامعة أكسفورد، البروفيسور تشارلز سبينس، الذي شرح الأسباب النفسية والعاطفية وراء جنون الناس بهذا المنتج الفريد.
ما هي شوكولاتة دبي؟
تتكون هذه الحلوى من الشوكولاتة الداكنة والميلكية، مع مزيج من الشعيرية الشرقية (الكنافة الرفيعة المعروفة باسم الكاداييف)، ومعجون الفستق الحلبي، والطحينية.
وقد ظهرت لأول مرة في عام 2021 على يد شركة من الإمارات العربية المتحدة، لكنها لم تحقق شهرتها الواسعة إلا في مطلع عام 2025 بعد انتشارها عبر مقاطع الفيديو الفيروسية.
عالم نفس من أكسفورد يفسر الظاهرة
بحسب البروفيسور تشارلز سبينس، فإن سر الجاذبية يبدأ من المظهر البصري المثير للحلوى.
فالألوان الزاهية، مثل اللون الأخضر الفستقي المائل إلى الذهبي على خلفية الشوكولاتة البنية الداكنة، تخلق تباينا بصريا قويا يثير انتباه الإنسان فطريا.
ويضيف سبينس أن هذا التفاعل البصري هو ما يقف خلف كثير من الترندات الغذائية الحديثة، حيث أصبحت الأطعمة ذات الألوان الجذابة أو التقديم المميز تلقى رواجا واسعا على الإنترنت.
الانجذاب النفسي للأطعمة الغنية بالسعرات
وفقا للأبحاث النفسية، فإن الدماغ البشري مبرمج منذ القدم على الانجذاب الغريزي للأطعمة الغنية بالطاقة، مثل الحلويات.
هذا الانجذاب هو آلية تطورية قديمة كانت تساعد الإنسان على البقاء، إذ كان الغذاء الغني بالسعرات مصدرا نادرا للطاقة.
لذلك، عندما يرى الأشخاص أطعمة مثل شوكولاتة دبي بمظهرها الفخم وملمسها الغني، يشعرون بالإثارة والمتعة حتى قبل تذوقها.
التناقض بين القوامات: السر في اللذة
من النقاط الأخرى التي أشار إليها سبينس أن التباين بين القوام المقرمش للحشوة والقوام الناعم للشوكولاتة يلعب دورا أساسيا في تجربة التذوق.
ورغم أن المشاهدين في مقاطع الفيديو لا يستطيعون تذوق الحلوى فعليًا، إلا أن ردود فعل المدوّنين وانفعالاتهم عند التذوق تُحفّز الدماغ على تصور الطعم والرغبة في تجربته. الغرابة الثقافية عامل جذب إضافي
جانب آخر من الجاذبية هو الطابع الثقافي الشرقي للحلوى.
فشوكولاتة دبي تأتي من بيئة عربية مميزة، ما يمنحها هالة من الغرابة والإثارة لدى الجمهور الغربي.
يرى سبينس أن كثيرً من صناع المحتوى يعتبرون تجربة منتجات من ثقافات مختلفة وسيلة للتميز وزيادة المتابعين، تمامًا كما حدث مع مشروب البابل تي الذي وُلد في تايوان في الثمانينيات لكنه انتشر عالميًا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.
من الشوكولاتة إلى القهوة: توسع النكهات
حاليا، تسعى العديد من محلات الحلويات والمقاهي حول العالم لاستغلال نجاح هذا الترند عبر تقديم منتجات مستوحاة من نكهة شوكولاتة دبي، مثل:
المثلجات (الآيس كريم)
الدونتس
البسكويت
مشروبات القهوة الممزوجة بنكهات الفستق والطحينية
ويعتقد سبينس أن هذه الموجة ستستمر لفترة محدودة، قبل أن تحل محلها موجة جديدة من الحلويات الغريبة القادمة من ثقافات أخرى.
ظاهرة شوكولاتة دبي تكشف كيف يجتمع الجمال البصري، واللذة الحسية، والعامل النفسي، والتأثير الثقافي في خلق ترند غذائي عالمي.
إنها ليست مجرد حلوى بجل تجربة عابرة للثقافات تشعل فضول الملايين.