الكشف عن السر الخفي وراء اهتزاز الأرض لمدة 9 أيام متواصلة
علوم و تكنولوجيا
الكشف عن السر الخفي وراء اهتزاز الأرض لمدة 9 أيام متواصلة
4 حزيران 2025 , 13:23 م

أثارت إشارات زلزالية غريبة في سبتمبر من عام 2023 دهشة العلماء في مختلف أنحاء العالم، حيث تكررت هذه الإشارات كل 90 ثانية على مدار تسعة أيام متواصلة دون انقطاع. وبالرغم من الجهود المبذولة في تفسير هذه الظاهرة، ظلت الأسباب الحقيقية وراءها طي الكتمان لعامين كاملين.
- تقنية فضائية تفك طلاسم لغز الأرض
تمكنت دراسة حديثة، قادها باحثون من جامعة أكسفورد، من كشف اللغز باستخدام تقنيات استشعار فضائي متطورة، وتحديدًا من خلال بيانات القمر الصناعي SWOT الذي أطلق عام 2022. هذا القمر يتميز بقدرته على قياس ارتفاعات سطح الماء بدقة تصل إلى مستوى السنتيمتر، مما أتاح رصد تغيرات دقيقة لم يكن بالإمكان ملاحظتها من قبل.
- انهيار جليدي هائل وراء الاهتزازات
أظهرت الدراسة أن السبب الكامن وراء هذه الاهتزازات الزلزالية هو انهيار جليدي كارثي وقع في منطقة نائية في مضيق ديكسون في غرينلاند. حيث انهار جبل جليدي ضخم يبلغ ارتفاعه نحو 1200 متر، مطلقا نحو 25 مليون متر مكعب من الصخور والجليد دفعة واحدة في المياه.
- موجة تسونامي تعادل قوة 14 صاروخ ساتورن 5
هذا الانهيار المفاجئ أدى إلى نشوء موجة تسونامي عملاقة بلغ ارتفاعها 200 متر، بقوة تعادل إطلاق 14 صاروخا من نوع ساتورن 5 – وهو أقوى صواريخ ناسا على الإطلاق. ورغم هول الحدث، لم تُرصد هذه الموجة مباشرة، حتى من قبل سفينة عسكرية دنماركية زارت الموقع بعد أيام من الحادثة.
- ظاهرة "الموجة الدائمة" تُبقي الأرض في اهتزاز
تبيّن أن الموجة العملاقة تحولت إلى ظاهرة تُعرف علميًا باسم "الموجة الدائمة" (Seiche)، حيث بدأت المياه ترتد ذهابا وإيابا داخل المضيق الضيق، متضائلة من 7 أمتار إلى بضع سنتيمترات. لكن رغم تراجعها، استمرت في إحداث اهتزازات أرضية قابلة للرصد على مدى تسعة أيام.
- القمر الصناعي SWOT يفك شفرة الظاهرة
باستخدام القمر الصناعي SWOT، تمكّن الفريق البحثي من تتبع تفاصيل تذبذبات هذه الموجة داخل المضيق، وهو ما وفّر دليلا مباشرا على مصدر الاهتزازات، وكشف النقاب عن هذه الظاهرة النادرة التي أربكت العلماء لمدة عامين.
- تغير المناخ يزيد من تكرار الكوارث
يحذّر الباحثون من أن تفاقم تغير المناخ قد يؤدي إلى تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل، حيث يؤدي ذوبان الجليد المستمر إلى إضعاف البنى الجليدية والجبلية، ما يزيد من احتمالات الانهيارات المفاجئة وموجات التسونامي غير المرصودة.
- تحذيرات مستقبلية ومخاطر على السياحة
وأشار الفريق العلمي إلى أن مضيق ديكسون يشهد حركة سياحية متزايدة، ما يجعل هذه الظواهر مصدر خطر محتمل على أرواح الزوار. ودعا العلماء إلى استخدام التقنيات الفضائية بشكل أوسع لرصد التهديدات الطبيعية قبل وقوعها، لا سيما في المناطق النائية مثل القطب الشمالي.
- أهمية الاكتشاف العلمي
أكد البروفيسور توماس أدكوك، أحد المشاركين في الدراسة، أن هذه النتائج تمثل نقطة تحول في فهم الظواهر البحرية المتطرفة. من جهته، شدد الباحث الرئيسي توماس موناهان على الدور المحوري الذي تلعبه التقنيات الفضائية الحديثة في مراقبة الكوارث الطبيعية، مما يتيح فرصا أفضل للتنبؤ بها والتقليل من آثارها.


المصدر: ديلي ميل