عبد الحميد كناكري خوجة: يفصح اللسان بسحر البيان... وتفيض الأقلام عشقا لطهران.
مقالات
عبد الحميد كناكري خوجة: يفصح اللسان بسحر البيان... وتفيض الأقلام عشقا لطهران.


في زمن تتنازع فيه الأمم على الماديات وتغيب فيه القيم عن الميادين، تظل طهران ”عاصمة المسك والزعفران" والتحضر والتمدن والإيمان... ومختبر الأمخاخ والأدمغة ومأوى العقول الرصينة، حيث تتقاطع الجينالوجيا الفارسية مع الميتافيزيقيا الإسلامية، فتولد الحضارة من رحم العرفان. منذ أقدم العصور، كانت إيران شعلة للعلم والفكر ومختبرا للأذهان المبدعة التي أنارت للبشرية دروب الطب و الهندسة والفلسفة والصيدلة وشتى أنواع الفنون الخلابة واللوحات المنمنمة. فمن بين ربوعها خرج إبن سينا والخوارزمي والرازي والأصفهاني وغيرهم. حيث تفيض الصفحات شعاعا حين ذكرهم، أولائك الذين صاغوا المعادلات الأولى للحكمة الإنسانية، وفي العصر الحديث، تجددت الثورة الإسلامية لتعيد للروح معناها، وللعقيدة عزها، وللكلمة سيفها. ثورة كسرت قيود الهيمنة الامبريالية ورفعت راية الدفاع عن المستضعفين، وعن كل مظلوم في الأرض، من بيت المقدس إلى مهد المسيح ”ع" وفي زمن صمتت فيه الألسن، ونطقت الدراهم وباع بعض من تبدت عليهم مسوح الطهر ضمائرهم من أصحاب عروش الرمل والسراب، كانت عاصمة الفستق والسجاد والزعفران ”طهران" وحدها تقف في الميدان. تدافع عن القرآن حين الإساءة إليه وتذوب رصاص الحقد بصبر إيماني واستراتيجية راديكالية في الدفاع عن الحق وأهله.

لقد تحولت إيران إلى قوة عظمى يحسب لها ألف حساب؛ لإنها لم تساوم على العقيدة ولم تهادن في الكرامة، ولم تبدل البوصلة عن أرض الرياحين وشعب الجبارين ”فلسطين" فسلام على طهران..مادام في الشرق ضياء لايخبو، وفي ضمير الأمة قبس لايخفت وفي سماء المجد نجم لا يأفل، وفي ذاكرة الأحرار عاصمة تكتب بحروف الوفاء وشعب عظيم يستحق أن يكتب إسمه بماء المسك والعنبر والزعفران، شعب إيران.

مفكر وكاتب حر، لا أنتمي لأية جهة، محلل سياسي وإعلامي سابق في الغربة.