(ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
من رحم المعاناة تولد البطولة، ومن جمر الصبر تصاغ الحكاية، ومن جراح الأمة تنبت أزهار الوعي والكرامة. هذه أمتنا التي لم تكسر رغم نزفها، ولم تبع رغم جراحها؛ أمة عظيمة العزيمة لاترضى الإنكسار ولا الهزيمة. مجبولة على عشق الوطن، مطبوعة على الثبات. فلسطين تقاوم رغم الحصار، لبنان يرسم المجد على صخور الجنوب الشامخ. واليمن ينسج من رماده موطنا لايقهر، والعراق الأبي ينهض كالعنقاء من رماد الفتن، وبلد الأبجدية الأولى” سورية " تستعد لتكتب من جديد فصل النور على بوابات الجولان الذي كان وسيبقى سوريا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وفي المدى البعيد القريب، جمهوريتنا الإسلامية الإيرانية تقف كجبل من نور، بعقلها الاستراتيجي و جينالوجيا موقفها الأبي المقاوم والمدافع ليس عن شعبه وترابه فحسب بل عن كل ناطق بالشهادتين في العالم وعن قدس الأقداس و المقدسات الاسلامية والمسيحية على السواء. تفشل المشروع الصهيو_إمبريالي_غربي وتخيب رجاء أولئك المستكبرين المتغطرسين الطامعين بثروات دول الصمود والتصدي، من نفط العراق إلى غاز المتوسط وثروات فنزويلا الصديقة، مؤكدة أن الممانعة ليست سياسة فحسب، بل فلسفة وجود وهوية خلود... ياأمتنا العربية والإسلامية والمسيحية الشقيقة... لقد آن الآوان أن نستفيق كما آن الأوان للضمير الإنساني برمته أن ينهض، آن أوان التعاضد والتآزر والتآخي والوقوف بوجه محور الشيطانين الأكبر والأصغر وأذرعهم المالية الممهورة بأصابع بعض عشاق الكراسي المزخرفة والأبراج الزجاجية. فالوحدة اليوم ليست شعارا يردد بل ميتافيزيقيا الخلاص. فلنعود لكلام الله في قرآنه المبارك ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ). فمن عرف الحقيقة لايساوم ومن عشق الكرامة لايرضى بالإنقسام، أمتنا عظيمة العزيمة...لا ولن ترضى بالإندثار والانكسار أو الهزيمة.
مفكر وكاتب حر، محلل سياسي وإعلامي سابق في الغربة.