أعلن فريق من العلماء الروس من جامعة سيتشينوف في موسكو عن تطوير جزيئات نانوية جديدة مصنوعة من فوسفات السيريوم، قادرة على تسريع التئام الجروح المزمنة ومعالجة الحروق العميقة.

ويتميّز هذا الابتكار بقدرته على مكافحة الأكسدة والالتهاب، وتحفيز نمو الخلايا المسؤولة عن تجديد الجلد مثل الفايبروبلاست والكيراتينوسايت.

كيف تعمل هذه الجزيئات؟

تشرح البروفيسور يكاترينا سيلينا، من جامعة سيتشينوف، أن الجزيئات النانوية الجديدة تجمع بين ثلاث خصائص رئيسية:

1. التوافق الحيوي التام مع أنسجة الجسم.

2. تحفيز نمو وانقسام الخلايا التجديدية.

3. تأثير مضاد قوي للأكسدة يفوق فعالية فيتامين C بعدة مرات.

هذه الخصائص تجعل المادة مرشحا مثاليا لتطوير ضمادات وأدوية نانوية قادرة على تسريع شفاء الجروح ومنع الالتهاب المزمن الذي يعيق التعافي.

التقنية الجديدة: فوسفات السيريوم بدلا من الأكسيد

في السابق، ركّزت الأبحاث على أكسيد السيريوم، المعروف بخواصه المضادة للبكتيريا والالتهاب.

أما الآن، فقد طوّر العلماء طريقة جديدة لإنتاج نانوية من فوسفات السيريوم (CePO₄) باستخدام مزيج من نترات السيريوم والأمونيا وحمض الفوسفوريك مع مواد تنظّم عملية التبلور.

بتغيير تركيز المكونات ودرجة الحرارة والوسط الحمضي، حصل الباحثون على جزيئات نانوية مستطيلة الشكل تشبه في حجمها أصغر الفيروسات.

نتائج مذهلة في التجارب المخبرية

أظهرت التجارب أن هذه الجزيئات النانوية:

تُضاعف معدل انقسام الخلايا الجذعية المسؤولة عن ترميم الأنسجة.

تحفّز نمو الخلايا الليفية (المسؤولة عن إنتاج الكولاجين).

تُنشّط خلايا البشرة (الكيراتينوسايت) الضرورية لتجديد سطح الجلد.

تمنع العمليات التأكسدية الضارة التي تعيق التئام الجروح

وقد تبين أن فعاليتها في إيقاف الأكسدة تفوق فيتامين C بعدة مرات، مما يجعلها مادة مثالية لعلاج الحروق والجروح المزمنة.

آفاق مستقبلية واعدة

تقول البروفيسور سيلينا إن هذا الابتكار سيساعد على تطوير ضمادات نانوية ذكية وأدوية موضعية يمكن استخدامها في المستشفيات أو حتى في المنزل لتسريع الشفاء ومنع الالتهابات.

ويُتوقع أن تُحدث هذه التقنية ثورة في الطب التجديدي، خصوصًا في علاج المرضى المصابين بجروح مزمنة أو حروق عميقة يصعب علاجها بالوسائل التقليدية.