ابتكار قسطرة دقيقة للوصل إلى أصغر الأوعية الدموية دون إتلافها
منوعات
ابتكار قسطرة دقيقة للوصل إلى أصغر الأوعية الدموية دون إتلافها
5 تشرين الثاني 2025 , 11:20 ص

قام علماء من المدرسة الفيدرالية البوليتكنيكية في لوزان (سويسرا) بتطوير قسطرة مغناطيسية صغيرة ومرنة قادرة على التنقل عبر الأوعية الدموية الدقيقة في جسم الإنسان دون إلحاق الضرر بها. وقد أتاح هذا الاختراع إمكانية إيصال الأدوية مباشرة إلى الأوعية المسدودة أو إجراء العلاجات المستهدفة مثل العلاج الكيميائي الموجه بشكل أكثر دقة.

كيف تعمل القسطرة الدقيقة؟

أُطلق على هذه القسطرة اسم "MagFlow"، وهي جهاز صغير للغاية مع رأس مغناطيسي، ويُعد نصف حجم القساطر التقليدية المستخدمة حاليا في الإجراءات الطبية.

يتم تحريك القسطرة باستخدام تدفق الدم الطبيعي دون الحاجة إلى أسلاك أو أدوات خارجية. يمكن للقسطرة التحرك بمرونة عبر الأوعية الدموية ذات القطر الذي يقل عن 150 ميكرون، مما يتيح لها الوصول إلى الأوعية الصغيرة جدا في الجسم، مثل تلك الموجودة في الدماغ والعينين، دون أن يُسبب أي أضرار للأوعية الدموية.

كيف يتم التحكم في القسطرة؟

الأطباء يتحكمون في حركة القسطرة باستخدام قلم خاص يشبه القلم الإلكتروني (Stylus).

من خلال هذا القلم، يتم توجيه مجال مغناطيسي يتم حسابه وتحليله بشكل آلي عبر منصة روبوتية، والتي تساعد في توجيه القسطرة إلى المكان الصحيح في الجسم.

في التجارب الأولية، تم اختبار القسطرة على الخنازير، حيث تمكن الفريق من اجتياز الأوعية الدموية الصغيرة والمتعرجة في مناطق الرأس والرقبة والعمود الفقري للحيوانات.

التطبيقات المستقبلية لهذه التقنية

تُظهر النتائج الأولية لهذه التكنولوجيا إمكانيات هائلة في علاج الأمراض القلبية الوعائية، وتحديدًا في الحالات التي تتطلب إيصال الأدوية إلى الأوعية الدموية الدقيقة، ويأمل الباحثون في تطبيق هذه التقنية لعلاج المرضى الذين يعانون من السكتة الدماغية النزيفية، والتشوهات الشريانية الوريدية، وكذلك لعلاج سرطان الشبكية لدى الأطفال.

الابتكار لا يقتصر فقط على العلاجات الدوائية، بل يمكن أن يستخدم القسطرة المغناطيسية أيضا في إجراءات جراحية مثل تثبيت الأقطاب الكهربائية لمراقبة النشاط العصبي في حالات مثل الصرع.

إمكانات هائلة لعلاج الأمراض المستقبلية

قال لوتشيو بانكالدي، أحد الباحثين الرئيسيين في المشروع: "تُعد نتائج التجارب الأولية لهذه القسطرة خطوة هامة نحو جعل التوجيه بواسطة تدفق الدم أداة علاجية حيوية في العلاجات المستقبلية. يمكن لهذه التقنية أن تفتح فرصا جديدة لعلاج العديد من الأمراض القلبية الوعائية".

نُشرت نتائج البحث في مجلة Science Robotics العلمية، مما يعكس أهمية هذه التقنية وإمكاناتها العلاجية المستقبلية.

المصدر: مجلة Science Robotics