كشف باحثون صينيون عن روبوت جديد يحمل اسم "شياوهاي" (Xiaohai)، صُمم خصيصا لأداء مهام تربية النباتات وتحسين سلالاتها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
الابتكار هو ثمرة تعاون بين معهد الآلات الذكية ومعهد علوم المواد التابعين لـالأكاديمية الصينية للعلوم (CAS).
ويُعدّ هذا النظام المتكامل بمثابة مختبر آلي متطور يهدف إلى إنتاج أنواع جديدة من المحاصيل الزراعية أكثر مقاومة للأمراض والتغيرات المناخية.
دورة حياة كاملة لتطوير المحاصيل
يتميز الروبوت "شياوهاي" بأنه لا يقتصر على مرحلة واحدة من البحث العلمي، بل يُشرف على كامل دورة تطوير النباتات، بدءا من إنشاء قاعدة البيانات الجينية، مرورا بتحليل العينات، ووصولا إلى اختبار النباتات خلال مراحل نموها المختلفة.
هذه الآلية الشاملة تجعل من النظام أداة قوية لتسريع عملية تطوير سلالات جديدة من دون الحاجة إلى التعديل الوراثي التقليدي.
نسخة مصغّرة من منشأة علمية كبرى
الروبوت الجديد يُعد نموذجا تجريبيا مصغّرا لمنشأة علمية ضخمة تُعرف باسم Haiba Facility، تم تصميمها لتسريع تطوير أنواع جديدة من القمح.
وتهدف هذه التقنية إلى تقليص الفجوة بين المختبرات العلمية والمزارع الحقيقية، مما يسهم في تعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي وجودة المحاصيل.
تكنولوجيا الطاقة الأيونية لتحسين الجينات
تعتمد المنظومة على نقل طاقة الأيونات خلال عملية انقسام الخلايا النباتية، مما يتيح للذكاء الاصطناعي استكشاف تركيبات جينية جديدة دون الحاجة إلى التعديل الوراثي المباشر.
وتُعدّ هذه الطريقة ثورة علمية حقيقية، إذ تتيح تسريع اكتشاف الصفات المفيدة للبذور وتوفير الوقت والموارد في البحوث الزراعية.
بيئة ذكية لمحاكاة المناخ
يستطيع الروبوت الماصّ للبيانات الزراعية ضبط الضوء ودرجات الحرارة والرطوبة بدقة عالية، مما يمكّنه من زراعة أنواع متعددة من النباتات في وقت واحد، وحتى عبر أجيال متعاقبة.
كما يحاكي الروبوت ظروفا بيئية متنوعة من المناخ المعتدل إلى البيئات القاسية لاختبار مدى قدرة النباتات على التكيّف والصمود.
خطوة نحو الزراعة المستدامة
يمثل هذا الابتكار مرحلة جديدة في تطور التقنيات الزراعية، حيث يجمع بين العلم والصناعة لدعم الاستدامة الغذائية العالمية.
ويساعد الروبوت "شياوهاي" على إنتاج محاصيل أكثر كفاءة وجودة، بما يسهم في مواجهة تحديات الأمن الغذائي في ظل تغيّر المناخ المتسارع.