أعلن معهد ماكس بلانك الألماني عن عودة المشروع الدولي Icarus المتخصص في مراقبة الحيوانات من الفضاء بعد توقف دام ثلاث سنوات.
ومن المقرر أن تطلق شركة SpaceX الأمريكية صاروخها Falcon 9 في 11 نوفمبر الجاري، حاملاً قمرا صناعيا جديدا مزودا بمستقبل مصغّر لجمع البيانات من أجهزة استشعار صغيرة تُثبت على الحيوانات.
يُتوقع أن يُحدث هذا الإطلاق نقلة نوعية في دراسة أنماط الهجرة والسلوك الحيواني في مختلف أنحاء العالم.
تكنولوجيا مصغّرة ودقة أكبر
القمر الصناعي الجديد يتميز بتقنية محسّنة تقلّص حجمه إلى 10 سنتيمترات فقط، بينما يستهلك طاقة أقل بعشر مرات من النماذج السابقة، ويستطيع قراءة عدد أكبر من المستشعرات (حتى أربعة أضعاف) مقارنة بالنسخ القديمة.
ويستهدف المشروع الجديد، الذي أُطلق عليه اسم Icarus 2.0، إنشاء شبكة أقمار صناعية متكاملة قادرة على نقل البيانات بشكل أسرع وأدقّ وبفترات زمنية أقصر.
من محطة الفضاء إلى شبكة فضائية مستقلة
بدأ مشروع Icarus عام 2020 كتجربة تكنولوجية على محطة الفضاء الدولية (ISS)، حيث كانت الهوائيات المخصصة تلتقط إشارات من أجهزة استشعار خفيفة الوزن وُضعت على الطيور والحيوانات البرية.
تمكنت التجربة خلال عامها الأول من جمع بيانات حول عشرات الأنواع الحيوانية حول العالم، تشمل أنماط الهجرة وسلوك التكاثر واستراتيجيات البقاء.
لكن المشروع توقّف في عام 2022 لإعادة تصميم النظام بشكل كامل وتحسين أدائه، ما أدى إلى تطوير نسخة أكثر كفاءة واستقلالية عن المحطة الدولية.
فوائد بيئية وعلمية واسعة
يتيح النظام الجديد للعلماء مراقبة صحة الحيوانات وتحديد الأمراض مبكرا قبل انتشارها، فضلا عن تحليل تأثيرات تغيّر المناخ على النظم البيئية.
ويجري حاليا العمل على تطوير مستشعرات جديدة أكثر خفةً ومرونة، بحيث لا تؤثر على سلوك الحيوانات أثناء الحركة أو الهجرة.
تؤكد الجهات المطوّرة أن بيانات Icarus 2.0 ستُسهم في حماية التنوع البيولوجي العالمي وتحسين فهمنا للبيئة الطبيعية، إذ ستُحوَّل المعلومات إلى مؤشرات لقياس صحة النظم البيئية واستدامة الأنواع الحيوانية.
مستقبل مراقبة الأرض من الفضاء
من المقرر إطلاق قمر صناعي ثانٍ في ربيع عام 2026 ليكون جزءا من منظومة Icarus 2.0، على أن تتبعه أقمار أخرى لتشكيل شبكة متكاملة تغطي الكوكب بالكامل.
وستوفر هذه الشبكة بيانات لحظية بدقة غير مسبوقة، مما سيجعلها أداة لا غنى عنها في بحوث البيئة والمناخ وحماية الحياة البرية.