شهد متحف «آتوم» في مركز VDNH بموسكو إقامة أول حفل لتوزيع جوائز "قصة المستقبل" الدولية في مجال الخيال العلمي، حيث اجتمع نخبة من الكُتّاب والعلماء والمثقفين من مختلف أنحاء العالم للاحتفاء بالأدب الذي يرسم ملامح الغد.
أُقيم الحفل في 6 نوفمبر، وشهد حضور شخصيات بارزة من مجالات الأدب والعلم والثقافة، من بينهم أندريه تيمونوف، مدير الاتصالات في مؤسسة "روس آتوم"، والروائيان أندريه جيلسيموف وأليكسي فارلاموف، إضافة إلى عالم الفلك فلاديمير سوردين، ومديرة شركة الرسوم المتحركة "ياركو" ألبينا موخاميتزيانوفا، ورائد الفضاء أوليغ بلينوف وذلك بحسب موقع Science موقع.
الخيال العلمي حوار بين العلم والثقافة
في كلمته الافتتاحية، قال أندريه تيمونوف إن الجائزة تمثل جسرا بين الفكر العلمي والإبداع الأدبي، مضيفا:
"نحن لا نكرم الكُتّاب فحسب، بل نستثمر في أفكار قد تغيّر العالم غدا، الخيال العلمي هو مختبر للأفكار، وميدان يولد فيه المستقبل".
جائزة قصة المستقبل ( مصدر الصورة: الخدمة الصحفية لجائزة تاريخ المستقبل)جائزة قصة المستقبل ( مصدر الصورة: الخدمة الصحفية لجائزة تاريخ المستقبل)
كما أعلن أن الجائزة ستصبح سنوية اعتبارا من العام المقبل، لتواصل دعم الكُتّاب الذين يوظفون الخيال في خدمة التقدم العلمي والإنساني.
تحليل رقمي يكشف "صورة المستقبل" في عيون الكُتّاب
قدّم مركز أبحاث الرأي العام الروسي (VЦИОМ) عرضا لنتائج تحليلٍ بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأعمال المتسابقين. وأوضح مدير المركز كونستانتين أبراموف أن الخوارزميات رصدت توجها مشتركا بين الكُتّاب من مختلف الدول نحو تحقيق توازن بين التكنولوجيا والإنسانية.
وأشار إلى أن «الكتّاب لم يركّزوا فقط على الروبوتات والمركبات الفضائية، بل على القيم والأخلاق والعلاقات الإنسانية، مؤكدين أن العلم يجب أن يخدم الإنسان قبل كل شيء».
تنوع عالمي ومنافسة قوية
استقطبت الجائزة أكثر من 2400 مشاركة من عشرات الدول، من روسيا إلى أمريكا اللاتينية والصين. واختارت لجنة التحكيم 27 متسابقا نهائيا، مع مجموع جوائز بلغ 5 ملايين روبل.
وألقت إيلينا ميرونينكو، المديرة العامة لمؤسسة «آتوم»، كلمةً أكدت فيها أهمية هذا الحدث، قائلة: "المتحف يحتفل بعامه الثاني، وهذه الجائزة تؤكد التقاء العلم والثقافة في مكان واحد. نحن نحول الخيال إلى واقع بفضل التكنولوجيا النووية والمعرفة الإنسانية".
الفائزون بجائزة «قصة المستقبل 2025»
الجائزة الدولية لأفضل قصة بلغة أجنبية:
ليونيد أليريو ومارينو موريّو (كولومبيا): مفارقة المشتري
إمـران كوفاديا (جنوب أفريقيا): المتطورون الباردون واللامشاعرون
فالتر تارتاليا (إيطاليا): استيقاظ نيلا
جائزة «أفضل قصة قصيرة»:
راغيم جعفروف: السيباتريارك
ألكسندر ليبيوخين: الفطائر الصغيرة
دينيس ستولياروف: تأثير مانديلا
جائزة «أفضل قصة للأطفال واليافعين»:
مارينا أَنِتسكايا: الضيفة القادمة من الأرض
أليكسي أولينيكوف: شجرة عيد الميلاد على إنسيلادوس
أليسا كوروتوفسكخ: الكلمة الكاذبة
كما منحت الجوائز الخاصة لكلٍّ من:
نيكولاي برونيف عن قصة "حلم في ليلة رقمية": جائزة موقع GodLiterature.ru "لأثره الحرفي في العصر الرقمي".
يوليا دومنا عن قصة "عصر الجراد": جائزة دار النشر "إكسمو" "على أسلوبها الرمزي والصوت الأدبي المميز".
الجائزة تجمع الخيال والعلم لصياغة مستقبل الإنسان
أوضح رئيس لجنة التحكيم أندريه جيلسيموف أن الجائزة تُعيد التأكيد على استمرارية تقاليد الخيال العلمي الروسي والعالمي، مشيرا إلى أن الموضوعات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، تعكس تطور الفكر الأدبي المعاصر مع الحفاظ على روح رواد الخيال العلمي مثل ري برادبري وآرثر كلارك.
وأكد أن الخيال العلمي سيبقى دائما بوصلة فكرية نحو المستقبل، فهو لا يصف العالم كما هو، بل كما يمكن أن يكون.
نحو «قصة مستقبل» جديدة
تُعد الجائزة ثمرة تعاون بين مؤسسة «آتوم» ومؤسسة «روس آتوم»، وتهدف إلى دعم الكُتّاب الذين يبحثون عن رؤى إنسانية وتكنولوجية إيجابية للمستقبل.
وأُعلن في ختام الحفل عن إطلاق النسخة الثانية من الجائزة في عام 2026، لتصبح منصة دائمة تجمع بين العلم، والفن، والخيال الإنساني.