يسعى العلم لحل أزمة نقص الأعضاء المتبرع بها، حيث يحصل في الولايات المتحدة الأمريكية 3% فقط من نحو 800 ألف مريض بالفشل الكلوي النهائي على زرع كلى سنويا.
ولتوسيع الفرص، تطور الدراسات طريقة زراعة أعضاء من الخنازير المعدلة وراثيا، ما يُعرف باسم كسنوترانسبلانتيشن. الهدف هو جعل الأعضاء "غير مرئية" للجهاز المناعي البشري، لكن رفض الجسم للعضو ظل العقبة الأكبر حتى الآن.
التجربة الجديدة
في دراسة نشرت في مجلة Nature، زرع الفريق الطبي كلى خنزير معدل وراثيا من شركة Revivicor إلى إنسان مصاب بالموت الدماغي، ووافقت أسرته على استخدام الجسم لأغراض البحث العلمي.
خلال 61 يوما، أخذ الباحثون يوميا عينات من الأنسجة، الدم، والسوائل، مما مكنهم من تتبع كامل سلسلة الاستجابة المناعية بدقة غير مسبوقة.
آلية الرفض المناعي
كشف العلماء أن رفض الكلى يحدث عبر مكونين رئيسيين للجهاز المناعي:
1. الأجسام المضادة: تميّز العضو الغريب وتحدد استهدافه.
2. الخلايا التائية (T-cells): تهاجم العضو مباشرةً.
وباستخدام تركيبة دوائية متقدمة، تمكن الفريق من كبح نشاط كل من الأجسام المضادة والخلايا التائية معا، مما أدى إلى إيقاف الرفض واستعادة وظيفة الكلى بالكامل دون أي تلف دائم.
تحليل متقدم باستخدام تقنيات "مُتعددة الأوميكس"
استُخدمت تقنيات دمج بيانات الجينات، الرنا، والبروتينات لتحديد كل أنواع الخلايا المناعية في الكلية ومراقبة الرفض في الوقت الحقيقي.
وقد أظهرت النتائج ثلاث موجات رئيسية لهجوم الجهاز المناعي في أيام مختلفة بعد الزرع، وتمكن الباحثون من اكتشاف هذه الهجمات قبل خمسة أيام من ظهور التلف في الأنسجة عبر قياس مستويات علامات بيولوجية محددة في الدم
الأثر العلمي والمستقبلي
يُعد هذا الاكتشاف أحد أكبر الاختراقات في مجال كسنوترانسبلانتيشن، ويفتح الباب أمام:
تطوير زراعة أعضاء من الخنازير المعدلة وراثيا.
حل أزمة نقص المتبرعين بالكلى والأعضاء الحيوية.
مراقبة الرفض المناعي باكراً باستخدام علامات بيولوجية دقيقة.