لطالما اعتبر علماء الأدلة الجنائية أن البصمات على الطلقات النارية المستخدمة شبه مستحيلة الكشف، بسبب الحرارة الشديدة والضغط داخل ماسورة السلاح، التي تدمر بقايا الزيوت والعرق اللازمة لإظهار أنماط التعرجات الفريدة.
لكن فريق بحثي في جامعة ماينوث في أيرلندا يعتقد أنه وجد الحل باستخدام عملية كيميائية كهربائية بسيطة، آمنة وغير سامة، يمكنها الكشف عن بصمات عالية التباين على الأسطح المعدنية للطلقات النارية بعد استخدامها.
كيف تعمل الطريقة الجديدة؟
العملية تعتمد على الإلكتروليتات والكهرباء لإعادة ظهور البصمات على الأسطح المعدنية. بينما التفاصيل الكيميائية الدقيقة قيد التطوير، فإن التقنية أثبتت نجاحا أوليا في المختبر، مع بعض التحفظات على الأسطح شديدة الاتساخ أو المتعرضة للتآكل الطويل والبيئات القاسية.
تحديات تطبيقها عمليا:
يحتاج نقل الطريقة من المختبر إلى مسرح الجريمة إلى مزيد من الاختبارات الصارمة.
يجب إجراء اختبارات مزدوجة وعمياء للتحقق من قابلية التكرار.
قبل اعتمادها قانونيا، يجب أن تثبت قدرتها على الصمود أمام التدقيق القضائي.
يقول الباحثان ديمبسي وماكيفير:
"يعتمد تبني هذه الطريقة على التحقق بين المختبرات وحدود قابليتها، لضمان أن تكون الأدلة مقبولة أمام المحكمة."
ردود فعل المحققين والشرطة
أظهرت ردود فعل المحققين والشرطة تفاؤلا حذرا:
"رغم الحذر، يرى العديدون قيمة كبيرة، خاصة في استرجاع بصمات الطلقات التي فشلت الطرق التقليدية في كشفها."
إمكانات التطبيق على أسطح أخرى
يمكن نظريا تطبيق نفس المبادئ على أسطح موصلة أخرى مثل:
السكاكين
شظايا المتفجرات
الأدلة في حالات الحرائق
لكن كل سطح يتطلب تعديل الكيمياء والاستراتيجية المناسبة، ويعتمد نجاح الطريقة على طبيعة البقايا الناتجة عن الحرارة أو اللهب أو الانفجار.
بين المختبر والمحكمة
رغم النتائج الواعدة، يؤكد الخبراء القانونيون أن المحكمة هي الاختبار الحقيقي:
يقول روبرت تسغلر، محامي الدفاع الجنائي:
"التقنية الجديدة مثيرة للاهتمام، لكن اختبارها الحقيقي هو في المحكمة حيث تكون حرية شخص على المحك. الدليل العلمي يبقى بلا قيمة إذا لم يُطبق بشكل متقن في كل قضية."
وأضاف: "نظام العدالة يعتمد على اختبار الأدلة بدقة، وليس قبولها لمجرد ظهور التكنولوجيا مثيرة للإعجاب."
الخطوات القادمة
الفريق البحثي يركز حاليا على تحسين التقنية والتعاون مع مختبرات الأدلة الجنائية.
إذا نجحت الاختبارات الواسعة، فإن القدرة على استرجاع بصمات الطلقات المستخدمة يمكن أن تغير بشكل جذري طريقة ربط الأسلحة بالضحايا والمشتبه بهم، مغيرة قواعد من أصعب قواعد الأدلة الجنائية الحديثة.