جمهورية إيران الإسلامية...أيقونة المواقف العظيمة وصوت الحق المستمر. قلبي وعقلي مع هذا البلد وشعبه الطيب ليس اعتباطا، بل امتداد طبيعي لعواصف الإعجاب والإحترام التي تجتاح عشرات الملايين من القلوب حول العالم، بسبب مواقفها العظيمة في نصرة الحق، وصون الكرامة، والدفاع عن وحدة الأمة. ومقارعة التطرف والإرهاب الأعمى.
إن الاهتمام بهذه الأمة العريقة ينبع من حكمة قيادتها، وصبر شعبها، وتحولها إلى منارة راسخة لإحقاق الحق والعلم والفكر الحضاري، حيث يقال الحق ويحال الباطل.
في فضاء التاريخ الممتد بين وهج الذاكرة ونبض الحاضر، حيث تتشابك الجغرافيا مع الإيمان، والسياسة مع الحكمة ترتفع إيران جبلا شامخا وعاصفة عارمة من العواطف، تزلزل القلوب، وتذهل العقول، وتربك الكائدين الذين يضمرون السوء ويطلقون سهام الحقد للنيل من سمعتها العريقة.
السمعة التي تشكل أفق السيادة، ومنارة الحضارة، وصوت الحق الذي يتعالى فوق كل زيف وباطل. حق يقال: إيران، بشعبها العظيم وحكومتها الرشيدة، لم تساوم يوما على شرف الأمة، ولم تداهن على دماء الأبرياء في الأرض المغتصبة واليمن ولبنان وبغداد ودمشق_ ولم تترك المجال للمستعمر أو للمغرض للنيل من وحدتها أو من سيادتها. فهي صامدة وقلعة صلبة تتكسر وستتكسر فوقها سهام الحقد السامة بفضل الله سبحانه وفضل سياستها الرشيدة وفضل تلاحم شعبها العظيم مع حرسه الثوري الباسل وجيشها الأبي والذين هم من أبناءها وبناتها، حيث الجميع كالجسد الواحد، والقلب الواحد، واليد الواحدة، في حالة تأهب لصد أي مكيدة تحاك، وكل محاولة يائسة لتشويه سمعتها. وقد قال سبحانه: ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا).
فالباطل الذي يحاك هنا هو كل مؤامرة ممولة بالمال والدهاء، كل محاولة يائسة لتلطيخ السمعة، كل مكيدة تنوء تحت ثقل الحق. لكنه يزول، كما يزول الضباب عند شروق الشمس، ويذوب أمام إرادة شعب أصيل وعقل راجح، لاتنطلي عليه الخديعة، ولاتخدع عينيه الحيل.
لم تكتفي إيران بالدفاع عن حدودها، بل امتدت حضارتها لتشمل الإنسانية جمعاء. ففي طهران أفق العمارة الحديثة يلتقي بروح التاريخ، وفي أصفهان تتلألأ الجسور والقباب، وشيراز تشرق حدائقها وشعرها، وتبريز تزدهر بالعلم والصناعة، مصانعها وشركاتها التكنلوجية الضخمة، ومراكز بحثها العلمي، ومعاهدها العريقة، تجعلها قوة صناعية وعلمية بحجم قارة، تتحدى الزمن، وتنافس أعظم الدول.
ولايمكن أن ننسى أعلام الحضارة الفارسية الذين نسجت من عقولهم أرقى أشرعة الحضارة: الفارابي، المعلم الثاني بعد أرسطو، مفكر الموسيقى والمنطق والفضائل، وراصد أنوار الميتافيزيقيا، وأبو علي الأصفهاني، جامع اللغة وفاحص الأدب، صانع الجواهر اللفظية ومؤرخ المعاني النبيلة، وابن سينا، طبيب الفلك والفلسفة، طبيب العقل والجسد مفتاح الحكمة، و الخوارزمي، سيد الحساب والجبر، مهندس الحسابات الدقيقة، والفردوسي، شاعر التاريخ والأمجاد، حارس اللغة والفخر الإيراني، والسهروردي، شاعر النور وفلسفة التصور، والرازي، طبيب الكيمياء والعقل، والطبطبائي، فقيه الفكر والفلسفة، وآية الله بهشتي، وإبن باجة، ونظام الملك، والبهيقي، وقائمة طويلة من فلاسفة ومفكرين الذين وضعوا أساس النهضة، وأضاءوا دروب الفكر واهدوا للإنسانية إمتدادا حضاريا خالصا.هؤلاء وأمثالهم من الأدمغة النيرة الذين أشعلوا سماء البشرية علما، وفكرا، وحكمة وابداعا، وجعلوا الحضارة الفارسية منارة للعلم، ومهد للنهضة، وصرحا شامخا تتدفق منه أنوار العقل والحق والبلاغة. والوصف يطول ويطول...
والعواصف فهي هنا حية، كما أسلفت الذكر حي تعلقت قلوب عشرات الملايين من المعجبين والمقدرين لمواقف هذا البلد الذي يخط كلام الله بالزعفران. الذين يرون فيه رمزا للثبات وصرخة للحق ومنارة للعدل أيضا، وفي صمودها تعكس قلوبهم امتداد ولائهم وحبهم وإعجابهم العميق.
إيران ليست مجرد دولة، بل ظاهرة حضارية متكاملة، نموذجا للعقل، والفكر، والإبداع، والحكمة، تصنع التوازن وترسخ العدالة، وتواجه التطرف، وتربط الشعوب بحبل الوحدة، وتعلم العالم كيف يكون الإسلام الحقيقي الحنيف” الإسلام الوسطي الإنساني " دينا للخير، و الرحمة، والتعايش الحضاري.
كما تبقى بلد الأصالة جبلا من الثبات، وعاصفة من العواطف ومنارة للعلم والحكمة، وصوتا يتعالى في كل أنحاء العالم الإسلامي، معلنة بكل فخر: حق يقال وباطل يحال...فلا ريح تزيحها، ولا باطل يثقلها، بل تبقى مشعلة لقلوب عشرات الملايين، وعينا ساهرة على الحق، وصرخة لاتنطفئ في أفق الإنسانية.
مفكر وكاتب حر، إعلامي سوري سابق في الغربة.