أعلن فريق بحثي من معهد IDIBELL عن استراتيجية علمية قد تُحدث تحولاً جذرياً في طرق مكافحة الشيخوخة. فقد تمكن الباحثون من إعادة “شباب” الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم باستخدام مركّب دوائي يُدعى Rhosin، وهو جزيء قادر على تعطيل نشاط بروتين RhoA المعروف بارتباطه المباشر بعمليات الشيخوخة داخل نخاع العظم.

وقد نُشرت نتائج هذا الاكتشاف في مجلة Nature Aging، أحد أهم المراجع العلمية في أبحاث التقدم في العمر.

بروتين RhoA الجاني الخفي وراء تراجع المناعة مع التقدم في العمر

تُظهر الدراسة أن بروتين RhoA يصبح مفرط النشاط داخل الخلايا الجذعية للدم مع التقدم في العمر.

ويرتبط هذا النشاط الزائد بـ:

زيادة الإجهاد الميكانيكي في نواة الخلية

اضطراب بنية الكروماتين

تراجع قدرة الخلايا على التجدد

ضعف إنتاج خلايا مناعية سليمة

هذه السلسلة من الاضطرابات تجعل الجهاز المناعي أكثر هشاشة، وتقلل قدرة الجسم على تجديد الدم بشكل فعّال.

كيف استطاع مركّب Rhosin إعادة شباب الخلايا الجذعية؟

أظهرت التجارب أن معالجة الخلايا الجذعية المأخوذة من نخاع العظام بمركّب Rhosin أدى إلى:

١. استعادة نشاط الخلايا الجذعية:

عادت الخلايا إلى الانقسام بقوة مماثلة للخلايا الشابة.

٢. إنتاج خلايا مناعية صحية:

بدأت الخلايا “المجددة” في تكوين خلايا مناعية جديدة بكفاءة عالية.

٣. نجاح أعلى في عمليات الزرع:

أصبحت الخلايا المستعادة أكثر قدرة على الاندماج والنجاة بعد عمليات الزرع.

٤. إعادة تشكيل الكروماتين:

أكد التحليل المعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أن Rhosin يعيد تنظيم الكروماتين، وهو ما يقلل من التوتر الضار في غشاء النواة، أحد أهم محفزات الشيخوخة الخلوية.

نهج جديد يتجاوز تقنيات “مكافحة الشيخوخة” التقليدية

يشدد الباحثون على أن معظم تقنيات مكافحة الشيخوخة الحالية تعمل فقط على إبطاء آثارها، بينما يختلف هذا النهج جذرياً لأنه يستهدف المسبب الأساسي للشيخوخة في الجهاز المناعي والدموي: الشيخوخة الخلوية للخلايا الجذعية المسؤولة عن تكوين الدم.

وإذا أثبتت التجارب السريرية القادمة فعالية وأمان هذا العلاج، فقد يصبح “تجديد الدم دوائياً” أداة حقيقية لإطالة الصحة والوقاية من أمراض الشيخوخة مثل ضعف المناعة والالتهابات المزمنة.

يمثل اكتشاف قدرة Rhosin على إعادة شباب الخلايا الجذعية خطوة ثورية نحو طب تجديدي حقيقي، قد يغير مفهومنا حول الشيخوخة ويوفر أدوات علاجية غير مسبوقة لحماية الجسم من التدهور المرتبط بالعمر.