مرونة نواة الخلية تتحكم في استجابة السرطان للأدوية
دراسات و أبحاث
مرونة نواة الخلية تتحكم في استجابة السرطان للأدوية
4 كانون الأول 2025 , 11:29 ص



كشف فريق من العلماء في جامعة لينشوبينغ السويدية عن اكتشاف مهم يُظهر أن الخصائص الفيزيائية لنواة الخلية السرطانية — وليس فقط مكوناتها الحيوية — قد تلعب دوراً محورياً في تحديد مدى استجابتها للعلاج.

حيث أثبتت الدراسة أن المرونة العالية لنواة الخلية تجعلها أكثر عرضة للتلف عند استخدام بعض الأدوية الحديثة، ما يفتح آفاقاً جديدة لفهم مقاومة السرطان للعلاج وتطوير طرق أكثر فعالية للتعامل معه.

كيف تؤثر مرونة نواة الخلية على العلاج؟

وجد الباحثون أن قابلية نواة الخلية للتشوه تعد عاملاً أساسياً يحدد نجاح العلاج باستخدام الأدوية التي تستهدف إصلاح الحمض النووي (DNA).

الدراسة ركّزت على مثبطات PARP:

وهي فئة من الأدوية تستخدم لعلاج الأورام التي تعاني خللاً في آليات إصلاح الـDNA، مثل حالات الطفرات في جين BRCA1 المرتبط بسرطان الثدي والمبيض.

تعمل هذه الأدوية على “إغلاق آخر طرق إصلاح الـDNA” المتبقية لدى الخلية السرطانية، ما يؤدي إلى موتها.

لكن العديد من الأورام تطوّر مقاومة لهذه العلاجات بمرور الوقت.

عندما تصبح الليونة سلاحاً ضد الخلية

قام الفريق السويدي بابتكار نموذج يظهر أن زيادة مرونة الغشاء النووي يؤثر بشكل كبير على آليات إصلاح الحمض النووي داخل الخلية:

في النواة الأكثر ليونة، تتحرك مناطق تلف الـDNA بسرعة أكبر.

هذا يزيد من احتمالات الأخطاء القاتلة أثناء عملية الإصلاح.

النتيجة: زيادة فعالية الأدوية التي تعتمد على إحداث تلف في الحمض النووي.

وبالفعل، أثبتت التجارب أن تغيير مرونة الغشاء النووي بشكل اصطناعي يُضاعف التأثير السام لمثبطات PARP ويُسرّع موت الخلية السرطانية.

لماذا تفشل بعض العلاجات المزدوجة؟

الدراسة قدّمت تفسيراً مهماً لفشل الجمع بين بعض الأدوية في التجارب السريرية.

المثال الأبرز: PARP + تاكسول (Paclitaxel)

تاكسول: دواء شائع يُستخدم منذ عقود، لكنه يجعل نواة الخلية أكثر صلابة.

الصلابة تمنح الخلية حماية أكبر من تأثير تلف الـDNA.

عند دمج الدواءين، وجدت الدراسة أن فعالية مثبطات PARP تنخفض بشكل ملحوظ.

هذا يفسّر لماذا كانت نتائج التجارب السريرية لمثل هذه التركيبة مخيّبة للآمال لسنوات.

تعليق الباحثين: خطوة نحو علاجات أكثر ذكاءً

تقول فرانسيسكا لوتيرسبرغر، الباحثة الرئيسية: «عملنا يثبت أن تشوّه النواة هو استجابة نشطة للخلية.

الخلايا ذات النواة الأكثر مرونة تتضرر بشكل أكبر أثناء العلاج.

والسؤال الآن: هل يمكن تطوير أدوية تزيد من مرونة النواة لرفع فعالية العلاج؟».

وترى أن الدراسة لا تكتفي بإضافة معرفة جديدة لبيولوجيا الخلية، بل تكشف هدفاً علاجياً جديداً يمكن استغلاله لتعزيز فعالية الأدوية ضد السرطان عبر تعديل الخصائص الميكانيكية لنواة الخلية.

المصدر: مجلة Nature Communications