أعلن باحثون في جامعة كوبان الحكومية الزراعية (كوبГАУ) عن تطوير أول مبيد بيولوجي من نوعه في العالم مخصص لحماية محاصيل الحبوب من أخطر الأمراض الفطرية، وعلى رأسها فوزاريوز السنابل، وهو مرض يؤدي إلى خسارة تصل إلى 20% من المحصول وتدهور جودة القمح.
وتقول الدكتورة إيرينا أستابتشوك، رئيسة المشروع ورئيسة مختبر علم الأمراض النباتية في الجامعة، إن هذا الابتكار يمثل خطوة مهمة في الاتجاه العالمي نحو الزراعة البيئية وتقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية.
ما هو فوزاريوز السنابل ولماذا يعد من أخطر الأمراض؟
يعتبر فوزاريوز السنابل واحدا من أخطر الأمراض الفطرية التي تصيب القمح والشعير، إذ يتسبب في:
فقدان كبير في الإنتاج
تراجع جودة الحبوب
زيادة السموم الفطرية الخطيرة في الغذاء
وحتى الآن لا يوجد علاج بيولوجي مسجَّل عالميا لهذا المرض، بل فقط بدائل وظيفية باهظة الثمن تكلف 3200–3500 روبل للهكتار.
الابتكار الروسي: فعالية بيولوجية تصل إلى 80%
أكدت أستابتشوك أن المستحضر الجديد أثبت:
فعالية تصل إلى 80% في مكافحة الفطريات
تقليل العبء الكيميائي على التربة بشكل كبير
تعزيز الثقة في حلول حماية النبات البيولوجية
كما أنه لا يقتصر على مكافحة فطر الفوزاريوم فقط، بل يعمل أيضا ضد:
البياض الأصفر (Yellow Leaf Spot)
مسببات أخرى تهدد المحاصيل الشتوية
كيف يسهم هذا المستحضر في تحسين الإنتاج؟
أظهرت الدراسات الميدانية أن استخدام المستحضر:
يقلل كمية المبيدات الكيميائية المستخدمة بمقدار 4.5 مرة
يحافظ على التوازن البيئي للنظام الزراعي
يساعد في زيادة إنتاجية القمح الشتوي بنسبة 7%
ويجري حالياً تطوير صيغة جافة من المستحضر ضمن برنامج "الأولوية 2030"، لتسهيل استخدامه في الرش الورقي خلال موسم النمو.
بديل آمن وأكثر ربحية للمزارعين
حلّل العلماء مع شركائهم من المزارعين واقع استخدام المبيدات الحالية، وتبيّن أن:
المنتجين يفضّلون حلولاً آمنة بيئيا
المستحضر الجديد يوفر فعالية اقتصادية مماثلة للمواد الكيميائية
لكنه أكثر أمانا للتربة وجودة الغذاء وصحة الإنسان
مرحلة ما قبل التسجيل والتجارب الجديدة
تخضع التركيبة البيولوجية الآن لـ:
اختبارات ما قبل التسجيل
التحضير للإنتاج الصناعي
تجارب إضافية على محاصيل أخرى مثل:
الشمندر السكري
التفاح
العنب
هذه الخطوة قد تجعل المستحضر متعدد الاستخدامات عبر قطاعات زراعية مختلفة.
أهمية المشروع في سياق الزراعة الروسية
يُعد إقليم كراسنودار أحد أهم المناطق الزراعية في روسيا، وقد جمع المزارعون فيه عام 2025 نحو 11.3 مليون طن من الحبوب رغم ظروف الجفاف.
برنامج «الأولوية 2030» الممول من وزارة التعليم والعلوم الروسية منح الجامعة دعماً يصل إلى 100 مليون روبل لمتابعة تطوير هذا النوع من التقنيات الزراعية المتقدمة.