تصنيع غضروف بشري باستخدام هياكل مُزالة الخلايا من التفاح
منوعات
تصنيع غضروف بشري باستخدام هياكل مُزالة الخلايا من التفاح
6 كانون الأول 2025 , 12:14 م

تمكن فريق من الباحثين في جامعة كان–نورماندي الفرنسية من تصنيع غضروف بشري اعتمادا على هياكل نباتية مشتقة من التفاح بعد إزالة خلاياها، ثم دمجها مع الخلايا الجذعية البشرية، يمهّد هذا العمل لبداية عصر جديد في تقنيات هندسة الأنسجة، ويعالج النقص العالمي في أنسجة المتبرعين المستخدمة في عمليات ترميم الغضاريف .

كيف بدأت الفكرة؟ التفاح كبديل حيوي مبتكر

تعتمد هندسة الأنسجة عادة على مواد حيوية تُستخدم كدعامة لنمو خلايا المريض. إلا أن الفريق الفرنسي، بقيادة الأستاذة كاترين بوجيه، قدّم بديلاً غير مألوف: هياكل التفاح بعد إزالة خلاياها النباتية (Decellularization).

تمر الثمرة بعملية معالجة خاصة يتم خلالها إزالة جميع خلاياها، ليبقى هيكل سليلوزي ثلاثي الأبعاد يتميز بالآتي:

مساميّته العالية

توافقه الحيوي الممتاز مع خلايا الإنسان

توافره وسهولة الحصول عليه

انخفاض تكلفته مقارنة بالمواد الحيوية التقليدي

كيف يتحول التفاح إلى غضروف بشري؟

بعد تجهيز الهيكل النباتي، يتم وضع الخلايا الجذعية اللحمية البشرية (Mesenchymal Stromal Cells) عليه، ثم تُزرع داخل بيئة غذائية خاصة تحفّز هذه الخلايا على التحوّل إلى:

خلايا غضروفية (Chondrocytes)

وهي الخلايا المسؤولة عن تكوين وبناء النسيج الغضروفي في جسم الإنسان.

ومع مرور الوقت، يبدأ الهيكل النباتي بالاندماج مع الخلايا الجديدة، ليأخذ شكل نسيج غضروفي قابل للاستخدام في التطبيقات الطبية.

لماذا يعتبر هذا الابتكار ثورة طبية؟

1. أمان أعلى وتقليل خطر رفض الجسم

لأن التقنية تعتمد على خلايا المريض نفسه، فإن احتمالية رفض الجسم للأنسجة المزروعة تصبح شبه معدومة.

2. توفر غير محدود للمواد الحيوية

بعكس الأنسجة البشرية أو الحيوانية، فإن التفاح متوفر بكميات كبيرة، وهو ما يحل مشكلة النقص الحاد في أنسجة المتبرعين.

3. حلول واعدة للجراحات الترميمية

يمكن تشكيل هيكل التفاح مسبقاً بحيث يتناسب بشكل دقيق مع الجزء المراد ترميمه، وهو أمر بالغ الأهمية في عمليات:

إعادة بناء الغضاريف المفصلية

ترميم الأنف

إصلاح صوان الأذن

الجراحات بعد استئصال الأورام

4. تطبيقات مهمة في تطوير الأدوية

الأنسجة المصنعة مخبريا يمكن استخدامها كنماذج حيوية للاختبارات الدوائية، مما يقلّل اعتماد الباحثين على التجارب الحيوانية.

نظرة مستقبلية

رغم أن الدراسة ما تزال في المرحلة التجريبية، إلا أن نتائجها تفتح الباب أمام حقبة جديدة من الطب التجديدي. وإذا أثبتت التجارب السريرية سلامة وفعالية هذه التقنية، فقد نشهد خلال السنوات المقبلة دخولها إلى ممارسات الطب والجراحة، خصوصا في علاج إصابات المفاصل وأمراض تآكل الغضاريف.

المصدر: Наука Mail