الثوم بديل طبيعي محل غسولات الفم الطبية
دراسات و أبحاث
الثوم بديل طبيعي محل غسولات الفم الطبية
14 كانون الأول 2025 , 14:00 م

اقترح علماء استخدام المضمضة بمستخلص الثوم كوسيلة طبيعية لمكافحة البكتيريا الضارة في الفم، وذلك بعد سلسلة من التجارب التي قارنت بين فعاليته وفعالية الكلورهيكسيدين، وهو أحد أشهر المطهرات المستخدمة في طب الأسنان وذلك وفق دراسة منشورة في Journal of Herbal Medicine.

الدراسة تطرح سؤالا مهما: أيهما أكثر فاعلية لصحة الفم، الثوم أم الكلورهيكسيدين؟

الثوم مقابل الكلورهيكسيدين: مقارنة علمية

يُعرف الثوم منذ قرون بخصائصه المضادة للميكروبات، في حين يُعد الكلورهيكسيدين مطهرا صناعيا واسع الاستخدام في مجالات الطب وطب الأسنان.

ورغم فعاليته، إلا أن للكلورهيكسيدين عددا من الآثار الجانبية، خاصة عند الاستخدام طويل الأمد، من بينها:

جفاف الأغشية المخاطية في الفم

اضطراب توازن البكتيريا الطبيعية

زيادة خطر تطور مقاومة مضادات الميكروبات

هذه السلبيات دفعت الباحثين إلى البحث عن بدائل طبيعية أكثر أمانا.

نتائج الدراسة: فعالية مماثلة وتأثير أطول

أجرى فريق من الباحثين من جامعة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة سلسلة من التجارب العلمية، وتوصلوا إلى أن مستخلص الثوم قادر على القضاء على البكتيريا الضارة في الفم بفعالية لا تقل عن الكلورهيكسيدين.

واللافت أن التأثير الوقائي للثوم بعد المضمضة استمر لفترة أطول مقارنة بالمطهر الكيميائي. ويعزو الباحثون ذلك إلى مادة الأليسين (Allicin)، وهي مركب طبيعي موجود في الثوم يتمتع بخصائص قوية مضادة للبكتيريا.

التجارب السريرية والآثار الجانبية

أظهرت التجارب السريرية أن فعالية مستخلص الثوم تعتمد على تركيزه ومدة استخدامه.

ورغم فوائده، قد يسبب الثوم:

إحساسا بالحرقة في الفم

رائحة قوية ومميزة قد لا يتقبلها بعض المرضى

إلا أن الباحثين أشاروا إلى أن آثاره الجانبية تُعد أخف وأقل خطورة مقارنة بتلك المرتبطة بالمطهرات الكيميائية.

وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Journal of Herbal Medicine العلمية المتخصصة.

فوائد محتملة لصحة الفم

بحسب الباحثين، يمكن استخدام مستخلص الثوم للمساعدة في الوقاية من عدة مشكلات شائعة في الفم، من بينها:

التهاب اللثة

تسوس الأسنان

رائحة الفم الكريهة

كما يتميز الثوم بكونه متوفرا وسهل الحصول عليه، ما يجعله خيارا جذابا للعناية اليومية بالفم.

هل أصبح الثوم بديلا جاهزا للاستخدام الواسع؟

رغم النتائج المشجعة، يؤكد العلماء أن معظم الأدلة الحالية جاءت من تجارب مخبرية وسريرية محدودة. ولتحويل مستخلص الثوم إلى بديل معتمد على نطاق واسع، لا بد من إجراء دراسات طويلة الأمد وأكثر شمولا.

ويرى الباحثون أن المطهر النباتي القائم على الثوم يُعد خيارا طبيعيا واعدا في مجال العناية بصحة الفم، لكنه لا يزال بحاجة إلى مزيد من البحث والتقييم العلمي.

المصدر: Journal of Herbal Medicine