جين الخصوبة وراء عودة أخطر أورام الدماغ: اكتشاف
دراسات و أبحاث
جين الخصوبة وراء عودة أخطر أورام الدماغ: اكتشاف
16 كانون الأول 2025 , 13:40 م

توصل علماء من جامعة سيدني إلى اكتشاف علمي بالغ الأهمية يفسّر سبب عودة الورم الأرومي الدبقي (Glioblastoma) ، أحد أخطر وأشرس أنواع سرطان الدماغ، بعد العلاج الكيميائي في معظم الحالات. المفاجأة أن هذا السلوك العدواني مرتبط بـ جين معروف بدوره في الخصوبة، وليس في السرطان.

ما هو الورم الأرومي الدبقي؟

الورم الأرومي الدبقي يُعد من:

أكثر سرطانات الدماغ فتكا وعدوانية

أصعبها من حيث الاستجابة للعلاج

متوسط العمر المتوقع للمريض لا يتجاوز 15 شهرا بعد التشخيص

وعلى الرغم من الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، فإن نِسب تحسن البقاء على قيد الحياة لم تشهد تطورا كبيرا خلال العشرين عاما الماضية.

الجين PRDM9: من الخصوبة إلى السرطان

أظهرت الدراسة أن خلايا الورم الأرومي الدبقي قادرة على استغلال الجين PRDM9 من أجل البقاء بعد العلاج الكيميائي.

هذا الجين:

يكون نشطا عادة فقط في الخلايا التناسلية

يلعب دورا مهما في الخصوبة والمراحل المبكرة لتكوّن الخلايا الجنسية

لا يكون فعالا في معظم أنسجة الجسم السليمة

لكن في حالة الورم:

تقوم بعض الخلايا السرطانية بتفعيل هذا الجين

ما يسمح لها بإعادة برمجة عملية الأيض

وبالتالي مقاومة العلاج الكيميائي والبقاء حيّة

كيف تعود الأورام بعد العلاج؟

بحسب الباحثين، بعد انتهاء العلاج:

تبقى مجموعة صغيرة من الخلايا السرطانية المقاومة

تُعرف باسم الخلايا المستمرة (Persisting Cells)

هذه الخلايا تعيد بناء الورم من جديد، مما يؤدي إلى انتكاسة المرض.

وقد تبيّن أن تفعيل جين PRDM9 يؤدي إلى:

زيادة إنتاج الكوليسترول داخل الخلايا

ما يمنحها طاقة وحماية إضافية لمقاومة العلاج.

نتائج واعدة في المختبر وعلى الحيوانات

في التجارب المخبرية:

أدى تعطيل جين PRDM9 أو

تقليل توفر الكوليسترول

إلى القضاء على الخلايا السرطانية المقاومة.

وفي النماذج قبل السريرية على الحيوانات:

الجمع بين العلاج الكيميائي

مع استهداف هذا الجين

أدى إلى زيادة ملحوظة في متوسط العمر مقارنة بالعلاج التقليدي وحده.

خطوة نحو علاج جديد

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Communications، وتُعد نقطة تحول في فهم الورم الأرومي الدبقي.

وقالت البروفيسورة لينكا مونيوس، قائدة الدراسة من جامعة سيدني إن: فهم كيفية استخدام الخلايا السرطانية لجين مرتبط بالخصوبة من أجل البقاء، يغيّر جذريا نظرتنا لهذا الورم، ويفتح الباب أمام استراتيجيات علاجية أكثر فاعلية.

تعاون لتطوير أدوية مستهدفة

بدأ الفريق البحثي بالفعل تعاونًا مع شركة التكنولوجيا الحيوية الأسترالية Syntara من أجل:

تطوير مثبطات خاصة لجين PRDM9

اختبار قدرتها على منع عودة الورم

كما طوّر العلماء دواءً كيميائيا جديدا يُعرف باسم WJA88، يتميز بقدرته على:

اختراق الدماغ

العمل بفعالية ضد الخلايا السرطانية

نتائج مشجعة بآثار جانبية محدودة

عند استخدام دواء WJA88 مع:

دواء خافض للكوليسترول (مُجرَّب سابقا على البشر)

لوحظ في الدراسات قبل السريرية:

انخفاض حجم الأورام

تحسن البقاء على قيد الحياة

آثار جانبية محدودة

ويرجع ذلك إلى أن جين PRDM9 غير نشط في معظم خلايا الجسم السليمة، ما يجعله هدفا علاجيا دقيقا وآمنا نسبيا.

هل يمتد هذا الاكتشاف لأنواع أخرى من السرطان؟

يرى الباحثون أن هذه هي أول مرة يتم فيها ربط جين PRDM9 بالأورام السرطانية. كما يرجحون أن آلية مشابهة قد تكون موجودة في:

سرطان المبيض

أنواع أخرى من السرطان المقاومة للعلاج

وهو ما يخطط الفريق لدراسته مستقبلا.

المصدر: Наука Mail