عدنان علامه - عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
بـرسـم: مجلس الأمن | الأمم المتحدة | الدول العظمى | الدول العربية والإسلامية | ودول التطبيع
إن ما تشهده الأراضي الفلسطينية اليوم ليس مجرد عدوان عسكري، بل هو إبادة جماعية معلنة وشطب كامل للقانون الدولي الإنساني، بدأ منذ الثامن من أكتوبر، حين استباحت حكومة الاحتلال الدم الفلسطيني بضوء أخضر، ودعم عسكري أمريكي غير محدود.
أولاً: لغة الأرقام..
-جسور الموت العابرة للقارات
بناءً على المعطيات الميدانية والتقارير العسكرية حول الدعم اللوجستي الواصل للاحتلال، نضع أمام العالم حجم الترسانة التي سُحقت بها غزة:
الجسر الجوي: وصول 1,000 طائرة محملة بالعتاد.
بواقع حمولة مقدرة بـ 120 طن لكل طائرة، نجد أن إجمالي ما نقلته الطائرات يبلغ 120,000 طن من المتفجرات والمعدات.
الجسر البحري: وصول 150 سفينة.
باعتبار أن الدعم يستخدم أضخم الوسائل، فإن حمولة السفن الاستراتيجية (مثل سفن الدحرجة أو الشحن العسكري الكبرى) تقدر بمتوسط 20,000 طن للسفينة الواحدة.
بذلك يكون إجمالي الشحن البحري حوالي 3,000,000 طن.
الإجمالي المروع: أكثر من 3.1 مليون طن من أدوات القتل والدمار صُبت فوق رؤوس المدنيين، وهو ما يفسر استخدام الاحتلال لمعدل 2,250 طن من القنابل يومياً لتدمير غزة وتحويلها إلى أثر بعد عين.
ثانياً: الشراكة الكاملة في الجريمة
إن الإدارة الأمريكية، عبر تعاقب إدارتي بايدن وترامب، لم تكتفِ بالدعم السياسي، بل أصبحت شريكاً كاملاً ومباشراً في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. إن استمرار تدفق هذا الجسر الجوي والبحري بالرغم من مذكرات الاعتقال الصادرة بحق "نتنياهو" و"غالانت"، يعد استهزاءً بالعدالة الدولية واشتراكاً جرمياً في إبادة شعب أعزل.
ثالثاً: سياسة الأمر الواقع والاستيطان
في الوقت الذي ينزف فيه الشعب الفلسطيني وتتكدس جثامين الشهداء لتصل إلى 70,669 شهيداً و171,165 جريحاً و15,000 مفقود حتى يوم أَس، يخرج وزير المالية الإسرائيلي "سموتريتش" ليعلن عن بناء مدينة استيطانية جديدة (إمشمار يهودا) مؤلفة من 3380 وحدة إستيطانية شرق القدس متحديَا بذلك مجلس الأمن، والمجتمع الدولي؛ وغير آبه بشعور مليار مسلم في كل أصقاع العالَم.
وأنقل لكَم بعض قرارات مجلس الأمن التي تؤكد على عدم المساس بالقدس اوتغيير معالمها.
https://share.google/Wt9BgeOlZmze9naPG
إن هذا الإعلان هو المسمار الأخير في نعش "حل الدولتين" وصفعة لكل المراهنين على المسارات الدبلوماسية العقيم.
رابعاً: نداء إلى الضمير والواجب
إلى الدول العربية والإسلامية: إن التاريخ لن يرحم العجز، والدماء التي تراق في غزة والضفة والقدس هي وصمة عار في جبين كل من يملك القوة ولم يتحرك.
إلى دول التطبيع: إن الهرولة نحو الاحتلال في ظل هذه المذابح هي طعنة في ظهر القدس وخيانة لدماء الشهداء، وتفويض مجاني للاحتلال للاستمرار في مخططاته التوسعية.
الخلاصة: إن استمرار الصمت الدولي هو تصريح بالقتل. وإننا نحمل المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، المسؤولية القانونية والأخلاقية عن تداعيات هذا الجنون الاستيطاني والعسكري الذي يهدد بحرق المنطقة بأكملها.
وإنٌَ غدًا لناظره قريب
19 كانون الأول/ديسمبر 2025