توصلت دراسة علمية حديثة إلى أن بعض الخلايا المناعية الموجودة في الرئتين لا تكتفي بدور الحماية، بل قد تسهم في تعزيز الالتهابات التحسسية. ويقدم هذا الاكتشاف فهماً أدق لآليات الإصابة بالربو وأمراض الحساسية التنفسية، ويفتح آفاقا جديدة لعلاجات أكثر دقة وفعالية.
ما هي الخلايا البلعمية السنخية؟
الخلايا البلعمية السنخية (Alveolar Macrophages) هي خلايا مناعية أساسية تعيش داخل الحويصلات الهوائية الدقيقة في الرئتين، وهي المناطق التي يتم فيها تبادل الغازات بين الهواء والدم.
في الظروف الطبيعية، تقوم هذه الخلايا بـ:
إزالة الغبار والجسيمات الدقيقة
القضاء على الكائنات الدقيقة الضارة
الحفاظ على توازن الاستجابة المناعية
منع حدوث التهابات مفرطة تضر بوظيفة الرئة
ولسنوات طويلة، اعتقد العلماء أن هذه الخلايا مستقرة ولا تتغير بشكل كبير طوال حياة الإنسان.
ماذا كشفت الدراسة الجديدة؟
باحثون من مركز أبحاث الالتهاب في جامعة غنت البلجيكية أجروا تجارب متقدمة على نموذج محسن من الفئران، أظهرت نتائج غير متوقعة.
التغير عند التعرض لمسببات الحساسية
عند تعرض الرئتين لمواد مسببة للحساسية:
تعيد الخلايا البلعمية السنخية برمجة نشاطها بسرعة
تبدأ بإرسال إشارات كيميائية تجذب خلايا مناعية أخرى إلى الرئتين
يؤدي ذلك إلى زيادة الالتهاب وجعل التفاعل التحسسي أكثر شدة
تأثيرات إضافية على أنسجة الرئة
أظهرت الدراسة أيضا أن:
جزءا من هذه الخلايا يندمج معا
تتشكل بنى كبيرة متعددة الأنوية
يساهم ذلك في تغيير البنية المعمارية لأنسجة الرئة
وهذه التغيرات قد تؤثر سلبا في وظيفة الرئة على المدى الطويل.
المرونة المناعية سلاح ذو حدين
تشير النتائج إلى أن الخلايا البلعمية السنخية تتمتع بدرجة عالية من المرونة المناعية:
في الحالات الطبيعية، تساعد هذه المرونة الرئتين على التكيف مع البيئة
أما في حالات الحساسية، فتصبح عامل خطر يساهم في استمرار الالتهاب بدلا من كبحه
وبذلك، تتحول خلايا وظيفتها الأساسية حماية الرئة إلى خلايا تدعم الالتهاب.
أهمية الاكتشاف في علاج الربو
يمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة لفهم:
آليات الربو
أمراض الحساسية المزمنة في الجهاز التنفسي
إذ إن معظم العلاجات الحالية تستهدف:
جزيئات الالتهاب
أو أنواعا أخرى من الخلايا المناعية
بينما يفتح التركيز على الخلايا البلعمية السنخية الباب أمام علاجات أكثر دقة، قادرة على تقليل الالتهاب دون الإضرار بالوظائف الدفاعية الأساسية للرئتين.