اكتشاف أعمق تجمع لهيدرات الغاز في القطب الشمالي
منوعات
اكتشاف أعمق تجمع لهيدرات الغاز في القطب الشمالي
23 كانون الأول 2025 , 13:51 م

أعلن علماء عن اكتشاف أعمق مصدر لهيدرات الغاز في منطقة القطب الشمالي، وذلك في بحر غرينلاند، حيث رُصدت أعمدة من غاز الميثان ترتفع عبر كامل عمود الماء، وتتشكل حولها نظم بيئية فريدة تعتمد على الطاقة الكيميائية بدلا من ضوء الشمس.

موقع الاكتشاف وعمقه القياسي

تمكّن باحثون من الجامعة القطبية في النرويج بمدينة ترومسو من توثيق أعمق تجمع معروف لهيدرات الغاز في القطب الشمالي.

ويقع هذا الاكتشاف على حيد مولوي في بحر غرينلاند، على عمق يبلغ 3640 مترا، وهو أعمق موقع من نوعه يتم تسجيله في المنطقة حتى الآن.

وقد نُشرت نتائج بعثة Ocean Census Arctic Deep – EXTREME24 في مجلة Nature Communications العلمية.

هضاب فريا لهيدرات الغاز

تُعرف المنطقة المكتشفة باسم هضاب فريا، وهي مناطق في قاع البحر تشهد:

انبعاثات نشطة لغاز الميثان

تسربات للنفط الخام

تكوينات واضحة لهيدرات الغاز تحت الرواسب

وكانت مثل هذه التكوينات تُرصد سابقا في الغالب على أعماق تقل عن 2000 متر، مما يجعل هذا الاكتشاف غير مسبوق من حيث العمق والنشاط الجيولوجي.

أعمدة ميثان بطول غير مسبوق

من أبرز ما رصده الباحثون:

نفاثات قوية من الميثان ترتفع لمسافة تتجاوز 3300 متر عبر عمود الماء

تُعد هذه الأعمدة من أطول انبعاثات الميثان التي تم تسجيلها في المحيطات حتى الآن

وأظهر التحليل الجيولوجي أن الغاز والنفط المكتشفين يعودان إلى أصل حراري (ترموجيني)، ومرتبطان برواسب تعود إلى العصر الميوسيني، ما يشير إلى عمليات معقدة وطويلة الأمد لهجرة المواد داخل القشرة الأرضية.

نظم بيئية تعتمد على الطاقة الكيميائية

حول تجمعات هيدرات الغاز، تعيش مجتمعات حيوية متنوعة تشمل:

ديدان أنبوبية

رخويات

قشريات

كائنات دقيقة متخصصة

وتعتمد هذه الكائنات على الطاقة الكيميائية الناتجة عن الميثان بدلا من الطاقة الشمسية. ولاحظ العلماء أن تركيبة هذه المجتمعات الحيوية تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة قرب الينابيع الحرارية المائية في القطب الشمالي، رغم اختلاف الظروف الفيزيائية.

ويشير ذلك إلى وجود ترابط خفي بين النظم البيئية العميقة في المحيطات القطبية.

نظام جيولوجي نشط وغير مستقر

أظهرت الملاحظات التي أُجريت باستخدام مركبات أعماق بحرية يتم التحكم بها عن بُعد أن هضاب فريا تمر بمراحل مختلفة من:

التشكّل

الانهيار الجزئي

إعادة البناء

وتتأثر هذه العمليات بعوامل متعددة، من بينها:

النشاط التكتوني

التدفقات الحرارية من باطن الأرض

التغيرات البيئية المحيطة

وأكد الباحثون أن تجمعات هيدرات الغاز ليست رواسب مستقرة، بل نظام ديناميكي نشط تشكّل فيه العمليات الجيولوجية أساس الظروف التي تسمح بوجود الحياة في الأعماق.

يمثل هذا الاكتشاف خطوة مهمة لفهم دور هيدرات الغاز في أعماق المحيطات القطبية، وتأثيرها في النظم البيئية العميقة ودورة الميثان العالمية. كما يسلّط الضوء على العلاقة المعقدة بين الجيولوجيا والحياة في البيئات البحرية القصوى.وو

المصدر: مجلة Nature Communications