مدن أثرية مفقودة ولم تكتشف بعد حتى اليوم
منوعات
مدن أثرية مفقودة ولم تكتشف بعد حتى اليوم
29 كانون الأول 2025 , 14:04 م

رغم التقدم الكبير في علم الآثار وكثرة الاكتشافات خلال العقود الأخيرة، لا تزال هناك مدن أثرية بارزة، بعضها كان عاصمة لممالك وإمبراطوريات كبرى، لم يتمكن الباحثون من تحديد مواقعها أو التنقيب عنها حتى اليوم بحسب موقع Live Science.

ويعرف العلماء بوجود هذه المدن اعتمادا على النصوص التاريخية والرقم الطينية القديمة، إلا أن مواقعها الجغرافية ضاعت مع مرور الزمن. وفي بعض الحالات، تمكن لصوص الآثار من الوصول إليها ونهب كميات كبيرة من القطع الأثرية، لكنهم لم يكشفوا عن أماكنها.

في هذا التقرير، نستعرض ست مدن أثرية مفقودة ما زالت مواقعها لغزا أمام علماء الآثار.

1. مدينة إيريساغريغ (Irisagrig)

بعد فترة قصيرة من الغزو الأميركي للعراق عام 2003، بدأت آلاف الألواح الطينية القديمة بالظهور في سوق الآثار، وكانت تعود إلى مدينة تُعرف باسم إيريساغريغ.

أظهرت النصوص أن هذه المدينة كانت تقع في العراق وازدهرت قبل نحو 4 آلاف عام. وكشفت النقوش أن حكامها عاشوا في قصور تضم أعدادا كبيرة من الكلاب، كما قاموا بتربية الأسود وإطعامها من الماشية. وكان من يرعون الأسود يُعرفون باسم “رعاة الأسود”، ويتقاضون حصصا من الخبز والجعة.

كما تشير الألواح إلى وجود معبد مخصص للإله إنكي، إله الحكمة والمكر، وأن الاحتفالات الدينية كانت تُقام داخله أحيانا.

ويعتقد الباحثون أن لصوص الآثار عثروا على المدينة ونهبوها خلال فترة الفوضى التي أعقبت الغزو، لكن موقعها الدقيق لم يُكشف حتى الآن.

2. إيتجتاوي (Itjtawy) العاصمة المفقودة لمصر الوسطى

أمر الفرعون المصري أمنمحات الأول (حكم بين 1981 و1952 قبل الميلاد تقريبًا) ببناء عاصمة جديدة عُرفت باسم إيتجتاوي، ويعني اسمها “قاهر الأرضين”.

ورغم اغتيال أمنمحات الأول في نهاية حكمه، ظلت إيتجتاوي عاصمة لمصر حتى نحو عام 1640 قبل الميلاد، عندما سيطر الهكسوس على شمال البلاد.

وعلى الرغم من عدم العثور على المدينة حتى الآن، يرجّح علماء الآثار أنها تقع بالقرب من منطقة اللشت في مصر الوسطى، حيث توجد أهرامات ومقابر تعود إلى النخبة الحاكمة في تلك الفترة، ومنها هرم أمنمحات الأول نفسه.

3. أكّاد (Akkad) عاصمة أول إمبراطورية في التاريخ

كانت مدينة أكّاد، أو “أغادي”، عاصمة الإمبراطورية الأكّادية التي ازدهرت بين عامي 2350 و2150 قبل الميلاد، وامتد نفوذها من الخليج العربي حتى الأناضول.

بلغت الإمبراطورية ذروة قوتها في عهد سرجون الأكّادي، أحد أعظم القادة في تاريخ بلاد الرافدين. ومن أبرز معالم المدينة معبد إيولماش المخصص للإلهة عشتار، إلهة الحرب والجمال والخصوبة.

ورغم أهميتها التاريخية، لم يُعثر على مدينة أكّاد حتى الآن، ويُعتقد أنها كانت تقع في العراق، قبل أن تُدمّر أو تُهجر مع انهيار الإمبراطورية الأكّادية.

4. آل يهودو (Al-Yahudu) مدينة المنفى اليهودي

تعني كلمة آل يهودو “مدينة يهوذا”، وكانت مستوطنة في الإمبراطورية البابلية عاش فيها اليهود بعد أن غزا الملك نبوخذ نصر الثاني مملكة يهوذا عام 587 قبل الميلاد، ونقل جزءا من سكانها إلى المنفى.

عُثر على نحو 200 لوح طيني تعود إلى هذه المدينة، وتُظهر أن سكانها حافظوا على ديانتهم واستخدموا اسم الإله يهوه في أسمائهم.

ورغم وجود هذه النصوص، لم يتمكن علماء الآثار من تحديد موقع آل يهودو، ويُرجّح أنها كانت تقع في العراق، وأن لصوص الآثار وصلوا إليها في وقت ما، نظرا لظهور الألواح في سوق الآثار دون تنقيب علمي موثق.

5. واشوكاني (Waššukanni) عاصمة مملكة ميتاني

كانت واشوكاني العاصمة السياسية لإمبراطورية ميتاني، التي ازدهرت بين عامي 1550 و1300 قبل الميلاد، وضمت مناطق من شمال شرق سوريا وجنوب الأناضول وشمال العراق.

تعرضت ميتاني لضغوط شديدة من الإمبراطورية الحثية شمالًا والآشورية جنوبًا، ما أدى في النهاية إلى تراجعها وسقوطها.

ولا تزال واشوكاني مدينة مفقودة، ويعتقد بعض الباحثين أنها تقع في شمال شرق سوريا. وكان سكانها يُعرفون باسم الحوريين، ولهم لغة خاصة وصلت إلينا عبر النصوص القديمة.

6. ثينيس (Thinis) مدينة البدايات المصرية

تُعد ثينيس، أو “تجنو”، من أقدم مدن مصر القديمة، وازدهرت في بدايات توحيد مصر قبل نحو 5 آلاف عام. ووفقا للمؤرخ القديم مانيتون، حكم بعض ملوك مصر الأوائل من هذه المدينة.

وبعد توحيد مصر، نُقلت العاصمة إلى منف، وأصبحت ثينيس عاصمة لإقليم خلال عصر الدولة القديمة (2649 – 2150 قبل الميلاد).

ورغم أهميتها، لم يتم تحديد موقع ثينيس بدقة، لكن يُعتقد أنها تقع بالقرب من أبيدوس في صعيد مصر، حيث دُفن العديد من ملوك ونخبة المجتمع في تلك الفترة.

لماذا ما زالت هذه المدن مفقودة؟

يرجع اختفاء هذه المدن إلى عدة عوامل، أبرزها:

تعرّضها للدمار أو الطمر عبر آلاف السنين

تغيّر مجاري الأنهار والبيئة الطبيعية

النهب غير الشرعي للآثار دون تسجيل علمي

غياب دلائل أثرية واضحة على السطح

ولا تزال هذه المدن تمثل أحد أكبر الألغاز في علم الآثار، في انتظار اكتشافات مستقبلية قد تعيد رسم خريطة الحضارات القديمة.

المصدر: Live Science