ورد الينا بيان صادر عن المجلس المركزي الأرثوذكسي في فلسطين’ لأهميته ننشره ونتمنى على المعنيين الالتزام بما ورد فيه حفاظاً على فلسطين وعلى الوقف الاورتوذكسي فيها.بضرورة التصدي لممارسات البطريرك ثيوفولوس الثالث وعبثه فيها.
نص البيان:
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة !
في الوقت الذي نتقدم فيه إلى أهلنا، أبناء الكنيسة العربية الأرثوذكسية، إلى الآباء الكهنة الأجلاء، ومؤسساتنا ومجموعاتنا الكشفية، وإلى شعبنا الفلسطيني عموما، بأجمل التهاني والتبريكات بحلول عيد الميلاد المجيد ورأس السنة، فإننا نضرع إلى الله العلي القدير أن يكون هذا الميلاد المجيد بداية النهاية لجائحة كورونا وآثارها الصحية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية. فهذا التمني والتفاؤل أنما ينبع من إيماننا العميق برسالة الميلاد المجيد وجوهرها نور متجدد ومحبة وسلام بين البشر جميعا. في الوقت نفسه، يعترينا الحزن والغضب والقلق من جراء استمرار البطريرك ثيوفولوس الثالث وعناده على نهج الفساد والافساد، من خلال التصرف والتفريط بأوقاف كنيستنا الارثوذكسية في فلسطين، إذ يطل علينا هذا البطريرك ومعه أعضاء مجمعه، ككل سنة، بصفقة جديدة تحول مباني دير مار الياس الواقع على أراضي بيت جالا المحتلة عام ١٩٦٧، إلى فندق يشرف على إدارته شركة "قبرصية" مجهولة الهوية، وكم فوجئنا في السابق بشركات اجنبية تبين انها مملوكه للمستوطنين! ويتولى أعمال الإنشاءات والأعمار شركة إسرائيلية معروفة لدينا بتورطها في صفقات تسريب أوقاف عقاريه كان آخرها أرض قصر المطران في الناصرة. ان قرار البطريرك هذا ومجمعه، إنما هو استكمال لمسار التفريط بكل أراضي دير مار الياس، وقد سبق وابرم صفقة مع شركة "تلبيوت هحدشاه" الصهيونية بواقع ٧٣ دونما لإقامة وحدات سكنية وسياحية وتجارية عليها، وكنا قد اصدرنا آنذاك دراسة خاصة اوضحنا فيها مخاطر هذا التفريط. بالنتيجة تشكل هذه الصفقات شراكة مع الاحتلال في تهديد القدس وبيت لحم وعزلهما عن بعضهما بحاجز استيطاني، وسياحي لصالح دولة الاحتلال وجمعيات المستوطنين. هذا يعني أن الفاسد لا يقيم وزنا ولا اعتبارا لمحافظة بيت لحم واقتصادها السياحي، الذي هو عصب الصمود المسيحي في المدينة والمحافظة، الأمر الذي يستوجب استنفار كل ذي صلة من أجل إجهاض هذا المشروع الكارثي الذي يهدد بيت لحم والوجود المسيحي فيها.
إننا في المجلس المركزي الأرثوذكسي في فلسطين، إذ نؤكد على المقررات الوطنية السابقة بضرورة عزل هذا الفاسد وسحب الاعتراف به، وعدم التعامل معه او استقباله في أي موقع ومناسبة، فإننا نؤكد مجددا دعوتنا لمقاطعته هذا العام يوم 6/1/2021 ، ومقاطعة موكبه وعدم استقباله، فمن يخون الأمانة والوطن ويخالف تعاليم السيد المسيح ورسله، ويصر أن يكون تاجر عقارات ورجل أعمال بثوب ديني، ويعمل على ذبح اقتصاد مدينة مهد السيد المسيح، لا يستحق أن يدخلها كرجل دين في هذا اليوم المجيد، ولا يستحق أن يتم استقباله من قبل أي من المستويات الرسمية والشعبية.
في الوقت ذاته، نتوجه بالتحية الى رؤساء البلديات الذي قاطعوا موكب الفاسد في السنوات السابقة، والى الفرق الكشفية التي حافظت ومازال تحافظ على موقفها الوطنية الارثوذكسية المشرفة، وندعو الفرق الكشفية الاخرى ان تنضم الى هذا الموقف التاريخي العظيم، مع التأكيد ان العيد لنا، للكنيسة وابنائها وليس للفاسد المستعمر الذي يتآمر على الكنيسة وابنائها، وعلى حقوق شعبنا عامة، إنه عيد كل الفلسطينيين، وهو بذرة الأمل الساكن بين ضلوعنا، وهو فرحتنا، ونحن جديرون بهذا الفرح العظيم، وعليه فإننا ندعو إخوتنا، أبناءنا، في المجموعات الكشفية التي تنوي، وتستطيع، المشاركة الاستعراض الكشفي، وقد اتخذت قراراتها بذلك، أن تعمل ترتيباتها وفق للمصلحة الوطنية، وأن يكون استعراضها الكشفي بعد مرور موكب الفاسد لأنه غير مستحق. وليكن احتفالا شعبيا حقيقيا يليق بالمدينة وبالكنيسة الطاهرة وبشعبنا البطل.
كما ندعو القوى الوطنية جميعها الى الحفاظ على مواقفها السابقة من ثيوفيلوس ومحيطيه من الفاسدين، فقد حان الوقت لقطف ثمار جهدنا المشترك ومحاسبة مسربي الأوقاف، هذا التسريب الذي يساعد الاحتلال في تهويد القدس، عاصمتنا الأبدية، ويقطع التواصل بين محافظات الوطن وفق المخطط الصهيوني المعروف.
عشتم وعاشت فلسطين الى الابد
وكل عام وانتم بخير
المجلس المركزي الأرثوذكسي في فلسطين
الأول من كانون الثاني 2021



